السبت، 10 نوفمبر 2018

وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم

كلما عاد أحدنا من إحدى البلاد المتطورة كاليابان مثلاً , كان ساخطاً مقارناً بين ما كان فيه وبين مانحن عليه من أمور مادية وغيرها , وكلما نزل أحدنا بفندق أقل مما إعتاد إرتياده ولو بدرجة واحدة تذمر وتأذى , أتذكر نبينا سيد الخلق محمد (ص) الذى رأى الجنة رأي العين ثم عاد راضياً إلى البادية المقفرة يمشي في شعابها بلا ضجر ولا ملل ولاشكوى ..

ورأى الملائكة تطوف بالبيت المعمور , ثم تأذى بصره بالمشركين وهم يطوفون حول الكعبة [وما كان صلاتهم عندالبيت إلا مكاءً وتصدية] فلم يكن منه إلا أن سأل ربه متوسلاً أن يهديهم ..

وبعد أن رأى الحورالعين لم يتعال على نسائه بل ترفق بهن وبنساء المسلمين ..
وبعد أن صلى بالأنبياء فى المسجد الأقصى , صلى بعامة المسلمين في المدينة المنورة وقد إندس بينهم المنافقون فلم يشغله ذلك عن صلاته ولم يزده إلا خشوعاً وثباتاً ..

وبعد أن إمتطى البُراق عاد ليركب ناقته مترفقاً بها غير متململ من بطئها , بل ويستمع لدابةٍ تشتكي لأخرى من سوء معاملة صاحبها لها فيُنصفها ..

وبعد أن شرّفهُ رب العالمين برحلة ما قام بها بشرٌ من قبله ولا من بعده إذ وصل الى سدرة المنتهى , لم يكن يستنكف أن يتقدم صفوف المجاهدين فى الغزوات حتى شُجّ رأسه الشريف وكُسرت رباعيته ..

أيها العظيم الخُلُق ما أجمل خُلُقك وما أشد تواضعك ..
أيها العظيم ولاعظيم سواك بعد رب العزة , ما كل هذه العظمة سيدي ياأبا الزهراء ؟

ونسألكم الدعاء




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق