الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

نحن مَن نصنع الفراعنة الطُغاة 2

هناك إختلاف كبير بين حُسن الخُلُق ومداراة الآخرين وبين الطيبة الزائدة والسكوت عن الحق , فقد شاع هذا الأمر كثيراً في المجتمع حيث إن البعض أصبحوا يلبون طلبات البعض الآخر على الدوام , ويقع اللوم عليهم في النهاية إن تركوا هذه المهام حيث يصبح فضلهم على الآخرين ومساعدتهم لزملائهم فرضاً لايمكن الرجوع عنه , فمفتاح الأمان هو الإعتدال لا تلبية الرغبات (الغير معقولة) ولا حب الذات الذي يُبعد الإنسان عن الآخرين ويحبسه في دائرة الأنا كي لا يفكر ببني جلدته فكلاهما مذموم ولكن يجب ان نتذكر إن كل شخص هو الباعث الأول لشيوع الظلم من خلال أفعاله وإتباع نفسه ورغباته أولاً , وسكوته عما يفعله الظالمون ومساندته لهم ثانياً , وعدم طلب الحق والنيل من الظلمة ثالثاً ..
قال أمير المؤمنين عليه السلام : (( لِلظَّالِمِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ، ومَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ الْقَوْمَ الظَّلَمَةَ )) نهج البلاغه الحكمة347.
ويشير الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالته المعروفة إلى محمد بن مسلم الزهري عندما حذّره من التقرّب إلى الحكام الظلمة والسّاسة المستبدين حتى لايجعلوه جسراً لتحقيق مآربهم وسلماً نحو تحقيق أهدافهم الشريره حيث يقول : (( واعلم أن أدنى ما كتمت وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغيّ بدنوّك منه حين دنوت وإجابتك له حين دعيت.. أوَ ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا به رحى مظالمهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلّماً إلى ضلالتهم، داعياً إلى غيهم، سالكاً سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهّال إليهم.. فما اقلّ ما أعطوك في قدر ما اخذوا منك...)) . تحف العقول ص198
يقال : المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار , ومن يصبر على الضيم ولايتمرد على الظلم يكون حليف البطل على الحق وشريك السفاحين بقتل الأبرياء ..
أصدقائي .. صدقوني نحن من نصنع الفراعنة الطُغاة ونركع أمامهم ونرفع من شأنهم غلواً , ومن ثم يتمردون علينا ويسحقوننا بلا رحمة ..
أحبتي .. مقاطعة الظالمين لا يعني الذهاب الى البيت وحبس النفس داخل الفانوس السحري بل يعني الوقوف في وجه الظالمين عن طريق نصحهم أولاً وإذا لم ينفع ففضح أعمالهم السيئة ومؤامراتهم ثانياً , وفي النهاية إسقاط عروشهم ..
فلنكسر حواجز العجز والفانوس السحري ونقضي على الظلمة لنبث السعادة في الأرجاء , فسواد العالم أصبح حالكاً ومخيفاً ومرعباً , لننهض بواقعنا كي ننشر الجمال في كل زاوية من زوايا بلادنا ..

اللهم عليك بالفراعنة الطغاة فإنهم لايُعجزونك , عجّل بهلاكهم يارب العالمين
ونسألكم الدعاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق