السبت، 10 نوفمبر 2018

نحن مَن نصنع الفراعنة الطُغاة 1


أحياناً نُصبح جميعنا كمارد الفانوس السحري حين نلبي طلبات الآخرين على الدوام وننسى ذواتنا .. أي ننسى حق أنفسنا علينا وما يجب علينا مراعاته , نحضر عند صناديق الرأي عندما يريد منا أسياد الفانوس ذلك أو يطلبون منا الإتيان بأمور أخرى ومن ثم نرجع الى القفص (الفانوس السحري) وننتظر من يحررنا ولكن ينتقل هذا الفانوس من يد إلى أخرى ونحن غارقين في الوهم بأن هناك من يحررنا من ذلك ولكن نحن من يجب أن نعرف أين الخطأ و نتحرر , مفتاح النجاة بأيدينا فلن يعرف الإنسان أين تقع المشكلة في المجتمع إلا بعد الرجوع إلى نفسه وأفعال أشخاص ذلك المجتمع ..

علينا أن ندقق في كل مايحدث حولنا كي نعرف الطريق الصحيح , فهناك نوع آخر من العبودية والعمل بما يطلبه الآخرون منا وهي الرقة والطيبة الزائدة عن الحد , وهناك من يدخل دون إذن إلى قلوبنا ويُصبح من السكان الأصليين , وهناك من يسعى أن يتمسك بنا رغم التعب والألم , وهناك من يفرض نفسه ويتدخل في شؤوننا شئنا أم أبينا.
وهناك من يتوقع منا أن نخضع لطلباته على الدوام , وهناك من يهتم بنا ويفعل ما بوسعه لأجل إسعادنا , وفي الأخير نحن من نختار كيف نتعامل مع الآخرين , أحياناً نرفع البعض ونعطي لهم مكانة عالية لايستحقونها والسبب لأنهم في عين القلب ولهم أهمية كبيرة في حياتنا , أو لأننا نخاف من سوء العواقب إذا لم نلبّي طلباتهم وأحياناً نضع البعض دون مكانتهم اللائقة بهم.
يتبدل الخُلق الحسن وحُسن المعاملة إلى فرضٍ على الإنسان ويبدأ بعض سكان القلب بالتمرّد لأننا نحن من نصنع الفراعنة بأفعالنا وسكوتنا والخضوع لأوامرهم ..
إن فرعون لم يولد فرعوناً بل كان إنساناً عادياً كبقية الناس ولكن بمرور الزمن طغى وتغير وقال أنا ربكم الأعلى , وهناك بعض صغار العقول وضعيفوا النفوس الذين يساعدون الطغاة على إعلاء إسمهم (خدمةً لمصالحهم الشخصية الضيقة) والتمسك بأماكنهم ويصفقون للظلمة ويشجعونهم على التمسك بأماكنهم وتحقير الآخرين , لذلك لو ينتبه الانسان جيداً على تصرفاته ويدقق في أفعاله فسوف يُدرك أنه هو السبب في تمرد الظالم , وسينتهي الظلم ويذهب الفرعون أو الفراعنة بعيداً ويختفي الظلم من وجه الأرض ..

وللحديث بقية .. ونسألكم الدعاء




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق