الجمعة، 16 نوفمبر 2018

الإمام الحسن العسكري (ع) وفن الحوار 1

هناك قصة لطيفة وموقف جميل من الامام الحسن العسكري (ع) مع الفيلسوف الكندي حيث يعلّم الامام بطريقة لطيفة اُسلوب التعامل والحوار مع الناس بطريقة غير مباشرة ومن الحوادث المهمة في عهد الامام الحسن العسكري (ع) محاولة الفيلسوف اسحاق الكندي في تأليف كتاب (تناقض القرآن) , معيباً على كتاب الله تعالى بأن فيه تناقضات فشغل نفسه بذلك أشهراً ووصل الخبر الى مسامع الامام فتأثر لذلك لأنه لايستطيع أن يصل الى الكندي لبعد المسافة والحصار الذي ضربه حوله بنو العباس ..

فصادف يوماً أن حضر عند الامام العسكري (ع) أحد تلامذة الكندي فقال له (ع) : 
أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما تشاغل فيه ؟
فقال التلميذ : نحن من تلامذته كيف يجوز منّا الإعتراض على معلمنا ؟
فقال الامام (ع) : أعلمك كلاماً تقوله له وتجعله بصيغة سؤال حتى لا يتصوره إعتراضاً منك فما تقول ؟
فقال التلميذ : نعم
قال الامام : إذهب اليه وقل له عندي مسألة أسألك عنها ثم قل له إذا جاءك أحد وقال لك إني أفهم من كلمات وآيات القرآن فهماً غير الفهم الذي أنت تستفيده منه , أيجوز ذلك ؟ فإنه سيقول لك : نعم يمكن ذلك وعندئذٍ سوف يفهم المقصود في كتابه (تناقض القرآن) غير صالح لأن للقرآن عدة تفاسير ويحتمل عدة وجوه من المعاني ولا يقتصر على معنى واحد.
فذهب هذا التلميذ وفعل ما أشار به الامام عليه السلام وعندما سمع الكندي هذا السؤال تفكر في نفسه ورأى أن ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً فعرف أن المعاني التي دونها قد تُنقض بمعاني أخرى محتملة ففهم أن مشروعه فاشل فترك الكتاب ومضى الى أموره الأخرى .. من سيرة المعصومين ص338

وهذا الموقف وغيره من المواقف تُبيّن علاقة الأئمة عليهم السلام مع القرآن الكريم وإنهم ينطقون بما يحمل القرآن بين دفتيه فَهُم حصن القرآن وترجُمانه , يعلمون آياته ويفسرون مراده وهم كما قال رسول الله (ص) : إنّي أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب وإني تاركٌ فيكم الثقلين كتابَ الله عز وجل وعترتي , كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهلُ بيتي , وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض , فانظُرُوني بِمَ تخلُفُوني فيهما ....
ياأبا محمد أيها الإمام العسكري أيها الوجيه عند الله نسألك الشفاعة في يوم المحشر فلا تحرمنا منها فأنت الكريم ابن الكرام , الطيب ابن الطيبين
وللحديث بقية .. ونسألكم الدعاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق