مناقشة حديث
(( كما تكونوا يولّى عليكم )) هل هذا الحديث صحيح ؟؟
يوجد قانون للتناسب بين حالة الأمة ونوع قيادتها , وأن قيادة المجتمع ناتج لمعادلة مركبة من مجموع الخير والشر والهدى والضلال الموجود في ذلك المجتمع ..
ويمكن الإستدلال لقانون التناسب المذكور بالحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : (كما تكونوا يولى عليكم , أو يؤمر عليكم) وهذا الحديث وإن لم يصح سنده عند أحد (شيعة وسُنة) لكن مضمونه برأيي صحيح , وهو قريب مما ثبت عما ورد في أحاديث العترة الطاهرة (ع) ..
عن علي (عليه السلام) : (لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم)1 .. نهج البلاغة ج3 ص77
وعن محمد بن عرفة قال : سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول : (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر , أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم ولا يستجاب لهم)2 .. الكافي ج5 ص56 , البحار ج90 ص378.
وقانون التناسب هذا مرتبط بعملية الإصلاح أكثر مما مرتبط بعملية الصلاح يعني من الممكن أن نرى دولة لاعلاقة لها بالصلاح (كأمريكا مثلاً) ولكنها إصلاحية ويجري عليها قانون التناسب المذكور آنفاً وتكون مصداقاً لقوله تعالى :
(( وما كان ربك ليُهلك القُرى بظلمٍ وأهلها مصلحون )) وفي هذه الآية نكته لطيفة وهي أن ربنا جل وعلا لم يقل صالحون بل قال مصلحووووووووووون ..
وهنالك آية تعضد متن هذا الحديث (كما تكونوا يولّى عليكم ...) وهي : (( إن الله لايغير مابقومٍ حتى يغيروا مابأنفسهم )) فتغيير الله سبحانه لذلك القوم مرتبط بتغيير أنفسهم بأن يكونوا مصلحين وياحبذا لو كانوا صالحين ومصلحين معاً وهنا سيأتي الوعد الإلهي بالتغيير .. وتلك سُنةٌ من سُنن الله ولن تجد لسُنة الله تبديلاً
وهذا وااااااااااضح ولا يحتاج الى توضيح أكثر ..
اما لو قُدّر لمجتمعٍ ما وحكومة ما أن يكونوا بنفس الوقت (صالحين ومصلحين) فطوبى لذلك المجتمع وطوبى لتلك الحكومة وهذا ماسيتحقق بإذن الله في حكومة الصالحين المصلحين الموعودة في دولة العدل الإلهي المرتقبة بقيادة ولي العصر (أرواحنا لتراب مقدمه الفدا) ...
نسأل الله أن نكون مصلحين وأن يهدينا الى سواء السبيل , سبيل محمد وآله الطاهرين (ع) , وأن يمُن على شعبنا والشعوب الإسلامية بحكومات صالحة ومصلحة إن شاء الله ... اللهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق