الجمعة، 31 مايو 2019

في رحاب دعاء السّحَر
************

في دعاء ابي حمزة الثمالي توجد فقرة رائعة : (( ياربِ هذا مقام مَن لاذ بك وإستجار بكرمك ))
إن من المقامات المقدسة والنورانية التي يعوّل عليها وتقترب فيها الإجابة هي : مقام إبراهيم , والحطيم , والميزاب , والمستجار , والمسعى , وأرض عرفة , ومشاهد أئمة أهل البيت (ع) ... إلا أن هنالك مقام مقدس آخر ألا وهو مقام المصلي بين يدي ربه ..

حيث يقف الإنسان في مصلاه لمناجاة الله عزوجل فهذا المقام مقام جليل , سواء كان في شهر رمضان أو في غيره من الشهور , ومن هنا فإنه يُستحب للمؤمن أن يتخذ في بيته مسجداً بأن يخصص له مكان يفزع إليه كلما أراد أن يناجي ربه ..

حتى أنه ورد أيضاً إستحباب نقل المحتضر إلى موضع صلاته في منزله لأنه مقام مقدس , مقام ناجى فيه ربه , ومن المعلوم بأن البيوت التي يذكر فيها الله عزوجل
ويتلى فيها القرآن الكريم فإنها تضيء لأهل السماوات كما تضيء النجوم لأهل الأرض.

ولهذا فإن الإمام زين العابدين (ع) في هذه العبارة يذكر هذا المقام المقدس لربه ، فيقول : (يا ربِ هذا مقَامُ مَن لاذ بك واستجار بكرمك) .. ومن الممكن أن الله عزوجل إذا رأى عبده في تلك الهيئة ، وهو في حال خضوع وخشوع فإنه يباهي به الملائكة المقربين , فالملائكة موجودات مجبولة على العبادة , قوتها التسبيح والتهليل بينما هذا العبد (الذي يصفه القرآن الكريم بالتجافي عن المضاجع) قام بإختياره لمناجاة ربه تاركاً لذيذ النوم والفراش ..

يارب السّحَر بحق دعوات السّحَر وبحق كل مَن دعاك في وقت السّحَر إعتق رقابنا ورقاب جميع محبي علياً (ع) ياااااارب العالمين
ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق