الأربعاء، 15 مايو 2019

في رحاب شهر الله
*************

يقول (صلى الله عليه وآله) : ( أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب)
يبين النبي الأعظم (ص) رشحةٌ من رشحات كرمه سبحانه لعباده في شهر رمضان أن جعل لهم الأجر والثواب على أعمال حياتية ضرورية يمارسونها في يومهم بل لا ينفكون عنها ولا تتطلّب منهم جهداً أو مشقة ولا تصنّف ضمن العبادات لتتطلّب نية وقصد قربي , بل كيفما إتفقت كانت لهم بمثابة العبادة والذكر ليترتّب عليها ثوابها , فأنفاسهم تحصى وتعد لتبدّل تسبيحاً وذكراً , ونومهم في هذا الشهر مع أنه راحة ومدعاة لكسب القوة وإستمداد الطاقة فهو عبادة لهم وفي ذلك من الكرم واللطف ما لا يحدّه البيان ويعجز عن وصفه اللسان .

ولكي يعرف الصائم ماله من الأجر والثواب فقد وردت روايات كثيرة تبين ما للذكر والتسبيح من أجر وثواب منها : 
ما ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام ) أنه قال : (من سبّح الله مائة مرة كان أفضل الناس في ذلك اليوم إلّا من قال مثل قوله).1
وعنه (ع) قال : (من قال سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم وبحمده , كتب الله له ثلاثة آلاف حسنة , ومحا عنه ثلاثة آلاف سيئة , ورفع له ثلاثة آلاف درجة , ويخلق منها طائراً في الجنة يسبح وكان أجر تسبيحه له).2
وما ورد من الروايات في تسبيح الزهراء (عليها السلام) كثيرة جداً وفيها الكفاية من الثواب والأجر , حتى ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال : (ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (ع)).3
ما أعظم وأنبل هذا الكرم الإلهي .. وأن هذا بعض كرم الله سبحانه على عباده في هذا الشهر الفضيل والاّ فمائدته تعالى أوسع وأوسع وأعظم وهو خير الرازقين .
ونسألكم الدعاء

المصادر
1) المحاسن ج1 ص37.
2) ثواب الأعمال ص27.
3) وسائل الشيعة ج6 ص443 باب9 ح1.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق