السبت، 25 مايو 2019

الإمام علي (ع) وجورج جرداق
**********************

سطّر الكاتب المسيحي جورج جرداق في موسوعته الرائعة [الإمام علي (ع) صوت العدالة الإنسانية] حروفاً رائعة فقال : 

هل عرفت من الخلق أميراً على زمانه ومكانه يطحن لنفسه فيأكل ما يطحن خبزاً يابساً يكسره على ركبتيه ويرقع خفّه بيديه ولا يكتنز من دنياه كثيراً أو قليلاً على ما مرّ , لأن همّه ليس إلاّ أن يكون للمستضعف والمظلوم والفقير ينصفهم من المستغلّين والمحتكرين , ويمسك عليهم الحياة وكريم العيش , فما يعنيه أن يشبع ويرتوي وينام هانئاً وفي الأرض «من لا طمع له في القرص» , وفيها «بطون غرثى، وأكباد حرّى».

قائلاً ويا لشرف القول : «أأقنعُ من نفسي بأن يقال: أميرالمؤمنين ولا اُشاركهم مكاره الدهر»؟! , ولأنّ أقلّ ما في هذه الدنيا شأناً هو خير عنده من ولاية الناس إن لم يُقِم حقّاً ويُزهِق باطلاً؟!

هل عرفت في موطن العدالة عظيماً ما كان إلاّ على حقٍّ ولو تألّب عليه الخلق في أقاليم الأرض جميعاً وما كان عدوّه إلاّ على باطل ولو ملأ السهل والجبل ,
لأنّ العدالة فيه ليست مذهباً مكتسباً وإن أصبحت في نهجه مذهباً فيما بعد ,
وليست خطةً أوضحتها سياسة الدولة وإن كان هذا الجانب من مفاهيمها لديه ,
وليست طريقاً يسلكها عن عمد فتُوصله من أهل المجتمع إلى مكان الصدارة وإن هو سلكها فأوصلته إلى قلوب الطيِّبين ..

بل لأنّها في بنيانه الأخلاقي والأدبي أصل يتّحد باُصول , وطبع لا يمكنه أن يجوز ذاته فيخرج عليها , حتى لَكأنّ هذه العدالة مادةٌ ركّب منها بنيانه الجسماني نفسه في جملة ما ركِّب منه , فإذا هي دم في دمه وروح في روحه ..

إلهي بعليٍ إعتق رقابنا ورقاب أحبائنا من النار ياااااااااارب
ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق