الجمعة، 10 مايو 2019

صفات المؤمنين الخمس
*******************

[إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَـوةَ وَممّا رَزَقْنَـهُمْ يَنفِقُونَ * أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقَّاً لَّهُمْ دَرَجَتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ] الانفال.
الآيات تذكر صفات المؤمنين في عبارات موجزة غزيرة المعنى , فيشير الذكر الحكيم في هذه الآيات إلى خمس صفات بارزة في المؤمنين : ثلاث منها ذات جانب معنوي وروحاني وباطني وإثنتين منها لها جانب عملي وخارجي ..
فالثلاث الأُولى عبارة عن (الإحساس بالمسؤولية) و (الإِيمان) و (التوكل)
والإثنتان الأخريات هما (الإرتباط بالله) و (الإرتباط بخلق الله سبحانه).

- فتقول الآيات : (إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
والوجل حالة الخوف التي تنتاب الإنسان وهو ناشيء عن أحد أمرين : فقد ينشأ عند إدراك المسؤولية وإحتمال عدم القيام بالوظائف اللازمة التي ينبغي على الإنسان أداؤها بأكمل وجه إمتثالاً لأمر الله تعالى.
وقد ينشأ عند إدراك عظمة مقام الله والتوجه إلى وجوده المطلق الذي لا نهاية له ومهابته التي لا حدّ لها .. فهذا الخوف والإضطراب أو المهابة في تلك النفوس المؤمنة مصدرها عظمة الخالق سبحانه (إنّما يخشى الله من عباده العلماء).

- ثمّ تبيّن الآية الصفة الثانية للمؤمنين فتقول : (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون).
المؤمنون كائنات لهم إيمان حي ينمو غرسه يوماً بعد يوم بسقيه من آيات الله وتفتح أزهاره وبراعمه ويؤتي ثماره أكثر فأكثر فهم ليسوا كالموتى من الجمود وعدم التحرك ففي كل يوم جديد يكون لهم فكر جديد وتكون صفاتهم مشرقة جديدة , ومع كل هذا نرى المؤمن دائم التوكل عليه سبحانه ..

- ثم تتطرق الآية الى صفتان لاتنفكان عن ذلك الكيان المسمى (المؤمن) وهما إقامة الصلاة والإنفاق .. وللمؤمنين إضافة لدرجاتهم رحمة من الله ومغفرة ورزق كريم.

والحق أننا (نحن المسلمين) الذين ندعي الإسلام وقد نرى أنفسنا أولي فضل على الإسلام والقرآن !! نتهم القرآن والإسلام جهلاً بأنهما سبب التأخر والإنحطاط , فياتُرى لو أننا طبقنا فقط مضامين هذه الآيات الآنفة الذكر على أنفسنا و التي تمثل صفات المؤمنين بحق , ولم نتكل على هذا وذاك وأن نطوي كل يوم مرحلة جديدة من الإيمان والمعرفة وأن نحس دائماً بالمسؤولية لتقوية علاقتنا بالله وبعباده فننفق مارزقنا الله في سبيل تقدم المجتمع , فياترى هل سنكون بمثل مانحن عليه اليوم ؟؟؟!!!!!!

نسأل الله أن نكون مؤمنين عنده وأن يحشرنا في جملة المؤمنين .. اللهم آمين
ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق