الجمعة، 31 مايو 2019

الإمام علي (ع) وجورج جرداق 3
**********************

سطّر الكاتب المسيحي جورج جرداق في موسوعته الرائعة [الإمام علي (ع) صوت العدالة الإنسانية] حروفاً رائعة فقال :
علي بن أبي طالب هو في الحقيقة والتاريخ واحد , سواء عرفته أم لم تعرفه , فالتاريخ والحقيقة يُذعنان بأنّ له ضميراً حيّاً وقهّاراً , وأبو الشهداء والأحرار وهو صوت العدالة الإنسانية , وشخصية الشرق الخالدة.

- يا أيّها العالَم , ماذا سيحدث لو جَمَعتَ كلّ قواك وقدراتك وأعطيتَ الناسَ في كلّ زمان عليّاً بعقله وقلبه ولسانه وذو الفقاره ؟!

- هل سمعت عن حاكم لم يُشبع نفسه برغيف خبز ؟ لأن في بلاده من ينام وهو غير شبعان , وهل سمعت عن حاكم لم يلبس الملابس الناعمة ؟ لأن في شعبه مَن يلبس الملابس الخشنة , فهو لم يكنز لنفسه حتّى درهماً واحداً ؟! وأوصى أبنائه وأصحابه أن لا يتّبعوا سوى هذه الطريقة.
فحاسب أخاه لأخذه ديناراً واحداً غير حقّه من بيت المال , وهدّد وأمر بمحاكمة حكّامه بسبب رغيف خبز أخذوه من غني وأكلوه رشوةً ؟!

ـ هل عرفتَ من الخلق أميراً على زمانه ومكانه دانت له كنوز الشرق والغرب يطحن لنفسه فيأكل خبزاً يابساً يكسره على ركبتيه , ويرقّع خفّه بيديه ولا يكتنز من دنياه كثيراً أو قليلاً !!

ـ هل عرفت إماماً لدين يوصي ولاته بمثل هذا القول في الناس :" فإنهم إما أخٌ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق , أعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه".

وسواءٌ لدى الحقيقة والتاريخ أعرفت هذا العظيم أم لم تعرفه , فالتاريخ والحقيقة يشهدان أنه الضمير العملاق الشهيد أبو الشهداء علي ابن أبي طالب .

أيها الشهيد يا أبا الشهداء بدمائك الطاهرات نسألك الشفاعة في يوم الفقر والفاقة
اللهم آمين .. ونسألكم الدعاء


في رحاب دعاء السّحَر
************

في دعاء ابي حمزة الثمالي توجد فقرة رائعة : (( ياربِ هذا مقام مَن لاذ بك وإستجار بكرمك ))
إن من المقامات المقدسة والنورانية التي يعوّل عليها وتقترب فيها الإجابة هي : مقام إبراهيم , والحطيم , والميزاب , والمستجار , والمسعى , وأرض عرفة , ومشاهد أئمة أهل البيت (ع) ... إلا أن هنالك مقام مقدس آخر ألا وهو مقام المصلي بين يدي ربه ..

حيث يقف الإنسان في مصلاه لمناجاة الله عزوجل فهذا المقام مقام جليل , سواء كان في شهر رمضان أو في غيره من الشهور , ومن هنا فإنه يُستحب للمؤمن أن يتخذ في بيته مسجداً بأن يخصص له مكان يفزع إليه كلما أراد أن يناجي ربه ..

حتى أنه ورد أيضاً إستحباب نقل المحتضر إلى موضع صلاته في منزله لأنه مقام مقدس , مقام ناجى فيه ربه , ومن المعلوم بأن البيوت التي يذكر فيها الله عزوجل
ويتلى فيها القرآن الكريم فإنها تضيء لأهل السماوات كما تضيء النجوم لأهل الأرض.

ولهذا فإن الإمام زين العابدين (ع) في هذه العبارة يذكر هذا المقام المقدس لربه ، فيقول : (يا ربِ هذا مقَامُ مَن لاذ بك واستجار بكرمك) .. ومن الممكن أن الله عزوجل إذا رأى عبده في تلك الهيئة ، وهو في حال خضوع وخشوع فإنه يباهي به الملائكة المقربين , فالملائكة موجودات مجبولة على العبادة , قوتها التسبيح والتهليل بينما هذا العبد (الذي يصفه القرآن الكريم بالتجافي عن المضاجع) قام بإختياره لمناجاة ربه تاركاً لذيذ النوم والفراش ..

يارب السّحَر بحق دعوات السّحَر وبحق كل مَن دعاك في وقت السّحَر إعتق رقابنا ورقاب جميع محبي علياً (ع) ياااااارب العالمين
ونسألكم الدعاء


الثلاثاء، 28 مايو 2019

ما أفضل أنواع الصوم ؟
****************
إن الصوم قد يكون مستحباً وقد يكون واجباً ..
ولكن صيام شهر رمضان واجب على كل إنسان مكلّف , وإن أفضل الصيام هو صوم الجوارح والجوانح والقلب والنفس وكل ذرة بجسم الإنسان ..

وأن تكون النية في ذلك كله منعقدة على العزم على أن يكون الصوم معراجاً إلى بلوغ مرحلة التقوى والورع ..
لأن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا هذه الفريضة الشريفة إلا لنكون من المتقين كما صرحت به الآية الكريمة بصورة مباشرة (( لعلكم تتقون )) ..

اللهم إنّا نسألك بحق وقت السحر هذا إلاّ ماعتقت رقابنا من النار يارب العالمين
اللهم آمين ... ونسألكم الدعاء


الإمام علي (ع) وجورج جرداق 2
***************************

سطّر الكاتب المسيحي جورج جرداق في موسوعته الرائعة [الإمام علي (ع) صوت العدالة الإنسانية] حروفاً رائعة فقال :
هل سألت التاريخ عن محارب شجاع فائقِ الشجاعة يبلغ به حبّه لصفة الإنسان في مقاتليه , ويبلغ عطفه عليهم أن يوصي أصحابه وهو المصلح الصالح الكريم المغدور به فيقول : 
(( لا تقاتلوهم حتى يبدؤوكم , فإذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتلوا مدبراً , ولا تُصيبوا معوراً , ولا تُجهزوا على جريح , ولا تُهيِّجوا النساء بأذى )).

ثم تجلّيه عن الماء عشرات الاُلوف المؤلّفة من طالبي دمه على غير حق , ويبلغونه أنّه سيمنعون عنه الماء الجاري حتى يموت عطشاً , فيزلزلهم عن الماء ويحتلّه , ثم يدعوهم إلى هذا الماء اُسوةً بنفسه وبصحبه وبالطير الشارب , ولا زاجر له ثم يقول:
(( ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممّن قدر فعفّ , لكاد العفيف أن يكون ملاكاً من الملائكة )).
حتى إذا هو طالته اليد الآثمة فقضت عليه قال لصحبه بشأن قاتله : 
(( وأن تعفوا أقرب للتقوى )).

محارب شجاع تتّصل في قلبه أسباب الشجاعة الغريبة والفروسيّة النادرة بأسباب العطف والحنان العجيبين , فيعاتب المتآمرين به وله القدرة على أن يضرب فيَصرع , وهو لا يعاتبهم إلاّ منفرداً أعزل حاسر الرأس وهم مدجّجون بالسلاح لا يكاد يبدو لهم وجه إلاّ من خلاله , ثم يذكِّرهم بالإخاء الإنساني وبالمودّات ..

حتى يبكي لهم إذا هم حثوا السير في هذه الطريق , حتى إذا أبوا إلاّ دمه ـ وهو سيف المستضعف المحروم ـ صبر لهم حتى يبدؤوه القتال , ثمّ راح يزلزلهم زلزلة ويقصفهم قصفاً ويعصف بمطامعهم كما تعصف الرياح السافيات برمال الصحراء فتذروها بدداً بدداً , وهو لا يَصرع منهم إلاّ الطاغية الباغية الذي تبيّن فيه العداء والقصد للشرّ , ثم إذا هو ظفر بكى قتلاهم , وهو في الواقع قتلى الأنانيّة والإثرة تأتيهم من المطمع السقيم والهوى المنحرف.

**عجيبٌ أمرك ياإمامي !! ولكنك تأبى إلاّ أن تكون أنت ..
إلهي بعليٍ وجرحه النازف , إلهي بعليٍ والصائحات والنائحات عليه أكتبنا من شيعة علي ومحبيه ومريديه .. اللهم آمين

ونسألكم الدعاء


صعصعة بن صوحان العبدي والإمام علي (ع)
***************************************

ثلاث كلمات قالها صعصعة بن صوحان في حق الامام علي (عليه السلام).
- أما الاولى فقد قال له في أول يوم من خلافته :
زیَّنتَ الخلافةَ وما زانتْكَ، ورفعْتَها وما رَفعتْكَ، وهي إلیك أحوج منك إلیها.

- أما الثانية فلما ضُرب أمير المؤمنين حزن صعصعة كثيراً كغيره من خواص الأصحاب فجاء للعيادة فلم يتيسّر له فقال لمن في الباب: أبلغ سلامي وقل له:
یرحمُك اللّه یا أمیرالمؤمنین حیّاً ومیِّتاً، فلقد كان اللّه في صدرك عظیماً، ولقد كنتَ بذات اللّه علیماً.
فأُبلِغَ الإمام (عليه السلام) فقال: وأنت یرحمك اللّه، فلقد كنت خفیفَ المؤونة كثیرَ المعونة.

- وأما الثالثة فقالها بعد الدفن ليلاً حيث لم يحضر سوى عدد من خواص الأصحاب ومنهم صعصعة. فما إن أُلحِد (عليه السلام) حتى جاء عند القبر فوضع إحدى يديه على فؤاده والأخرى قد أخذ بها التراب ويضرب به رأسه ثم قال كلاماً طويلاً منه:
(( بأبي أنْت وأمّي یا أمیر الْمؤمنین، هنیئاً لك یا أبا الحسن فلقد طاب مولدُك وقوِي صبرُك وعظُم جهادك وربِحت تجارتُك وقدِمتَ علی خالقك ... فهنیئاً لك یا أبا الحسن لقد شرَّف اللّهُ مقامك فلا حرمنا اللّهُ أجرَك ولا أضلَّنا بعدك، فو اللّه لقد كانت حیاتك مفاتحَ للخیر ومغالق للشرّ ولو أنَّ النّاس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومِن تحت أرجلهم ولكنَّهم آثَروا الدُّنیا علی الآخرة
ثمَّ بكی بكاءً شدیداً وأبْكی كلّ من كان معه )).

أعظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب أمير المؤمنين عليه السلام


السبت، 25 مايو 2019

عدالة الإمام علي (ع)
***************
قد كتب الكثييير الكثييير من الشخصيات الأدبية اللامعة في سماء الأدب (كجورج جرداق وسليمان كتاني وبولس سلامة فضلاً عن علمائنا المسلمين) عن شخصية أمير المؤمنين (ع) , والسؤال هو هل أوفوا لتلك الشخصية الإستثنائية ؟؟ هل بيّنوا جوانب تلك الشخصية الملكوتية بياناً تاماً ؟؟ ومن تلك الجوانب جانب العدالة ..

قد لازمت شخصيةَ أمير المؤمنين علياً (ع) السامية جوهرةُ العدالة الثمينة وإقترن إسمه المقدس بالعدالة فقد كان عادلاً يأنس بالعدالة ويهتم بها.
إن كل مجتمع أو جماعة أو فرد منادٍ بالعدالة ويأمل في تكوين مجتمع يقوم على أساس القسط والعدل يضع عدل علي (ع) نصب عينه ويتخذ أسلوبه في تطبيق العدالة كقدوة في برنامجه الذي يسعى إلى تطبيقه.

فحقاً لم يعرف تاريخ الإنسانية شخصاً كعلي (ع) خلّد إسمه إلى الأبد وإرتسمت صورة عدالته في أذهان البشر كل البشر فقد كان عاشقاً للعدالة مولعاً بها إلى غايتها القصوى , وكان مصداقٌ بارز لآية : (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسطِ) , نعم لقد كانت هذه العدالة ضالته وكان كالظاميء الذي يبحث عن عين ماء تروي ظمأه ساعياً إلى معين العدالة العذب.

لم يكن أمير المؤمنين (ع) يرضى بالكف عن تطبيق العدالة والتراجع عنها مهما كلف الثمن ولم يرض أن يتخطى العدالة خطوة واحدة حتى من أجل تثبيت أركان حكومته الفتية وأبى أن يساوم أو يتبع المصالح السياسية مهما عظم الثمن.
كما أنه لم يرض أن يضحي بالعدالة ويقع تحت تأثير الرحمة والشفقة فيعرّض بذلك هذا الركن المقدس للتزلزل والانهيار (كما في حادثة أخاه عقيل المشهورة) ..

فإن عدالته (ع) كانت ذكراً يلهج به لسان الخاص والعام والعدو والصديق حتى كانت كثرة عدله هي السبب في قتله (ع) , ونحن إذا أردنا التعرض لنماذج لعدالته (ع) لإحتجنا إلى مجلدات طواااااااااال ولكن نقول : إن العدالة كانت نصب عينه وملأت وجوده وكيانه فقد كان (ع) يرى أنه في العدل صلاح البرية.
وقد كان (ع) يسد جوعته بكسرة خبز شعير يابسة مع الملح ليكون مستوى معيشته كأضعف الناس , فإن مثل هذا السلوك لا يمكن أن يصدر من غير علي (ع) فهو نتاج تربية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).

وخلاصة كلامنا : إن عدالة علي (ع) نشأت من العدل الإلهي وسعى لتطبيقها , ولذا أصبحت عدالته (ع) نموذجاً واضحاً لكل القادة وطلاب العدالة على مر القرون ومصداقاً مشرّفاً للإنسان المسلم الذي يسعى الى التكامل (بل وغير المسلم) الذي يستطيع أن يكون قدوة في جميع المجالات ...

إلهي بعليٍ وعدله نسألك العتق من النار ياااااااااااااارب
ونسألكم الدعاء


الإمام علي (ع) وجورج جرداق
**********************

سطّر الكاتب المسيحي جورج جرداق في موسوعته الرائعة [الإمام علي (ع) صوت العدالة الإنسانية] حروفاً رائعة فقال : 

هل عرفت من الخلق أميراً على زمانه ومكانه يطحن لنفسه فيأكل ما يطحن خبزاً يابساً يكسره على ركبتيه ويرقع خفّه بيديه ولا يكتنز من دنياه كثيراً أو قليلاً على ما مرّ , لأن همّه ليس إلاّ أن يكون للمستضعف والمظلوم والفقير ينصفهم من المستغلّين والمحتكرين , ويمسك عليهم الحياة وكريم العيش , فما يعنيه أن يشبع ويرتوي وينام هانئاً وفي الأرض «من لا طمع له في القرص» , وفيها «بطون غرثى، وأكباد حرّى».

قائلاً ويا لشرف القول : «أأقنعُ من نفسي بأن يقال: أميرالمؤمنين ولا اُشاركهم مكاره الدهر»؟! , ولأنّ أقلّ ما في هذه الدنيا شأناً هو خير عنده من ولاية الناس إن لم يُقِم حقّاً ويُزهِق باطلاً؟!

هل عرفت في موطن العدالة عظيماً ما كان إلاّ على حقٍّ ولو تألّب عليه الخلق في أقاليم الأرض جميعاً وما كان عدوّه إلاّ على باطل ولو ملأ السهل والجبل ,
لأنّ العدالة فيه ليست مذهباً مكتسباً وإن أصبحت في نهجه مذهباً فيما بعد ,
وليست خطةً أوضحتها سياسة الدولة وإن كان هذا الجانب من مفاهيمها لديه ,
وليست طريقاً يسلكها عن عمد فتُوصله من أهل المجتمع إلى مكان الصدارة وإن هو سلكها فأوصلته إلى قلوب الطيِّبين ..

بل لأنّها في بنيانه الأخلاقي والأدبي أصل يتّحد باُصول , وطبع لا يمكنه أن يجوز ذاته فيخرج عليها , حتى لَكأنّ هذه العدالة مادةٌ ركّب منها بنيانه الجسماني نفسه في جملة ما ركِّب منه , فإذا هي دم في دمه وروح في روحه ..

إلهي بعليٍ إعتق رقابنا ورقاب أحبائنا من النار ياااااااااارب
ونسألكم الدعاء


الجمعة، 24 مايو 2019

مائدة الفيض الإلهي
**************

الليلة سيتم مد سُفرة رب العالمين للطائعين والعاصين فهل سيتم إستغلالها بالدعوات وتكثيف الطلبات والأمنيات ؟ أم سيكون التلفزيون والبرامج التافهة والمسلسلات الهابطة بديلاً عن تلك المائدة ؟؟
في هذه الليلة سيضج المؤمنين والعاصين الطالبين لرحمة ربهم ولسان حالهم يرتل 
(( اللهم إغفر لي كل ذنبٍ أذنبته ))
في هذه الليلة المباركة سيذهب الطائع والعاصي برجائه الى أقصى حد ويلتفت الى أنه يمثُل بين يدي ربٍ كريم جاء في كرمه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوماً : (( يا كريم العفو فقال له جبرئيل (ع) : أتدري ما تفسير يا كريم العفو ؟ هو أنه يعفو عن السيئات برحمته ثم يبدلها حسنات بكرمه ))[1].

فلماذا إذاً يقتصر الداعي في دعائه على طلب المغفرة لبعض الذنوب !! ومائدة الفيض الإلهي ممدوده , لماذا لايطلب منه سبحانه أن يغفر له كل ذنب فرحمته قد وسعت كل شيء .. إن الداعي يتوجه بطلبه الى ربٍ عطوف يريد منه أن يتفضل عليه فيغفر له كل ذنب أذنبه وكل إثم صدر منه وهو (في الوقت نفسه) لم يذهب بعيداً بهذه الأمنيات فعوامل الرجاء تدفعه الى الإستزادة من هذا الفيض الرباني ما دامت الآيات الكريمة تبشر المذنبين قائلة : (إن الله يغفر الذنوب جميعاً) ..

وإذا كان الله هو مصدر الغفران فقط وهو كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ((والذي نفسي بيده الله أرحم بعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة بولدها))[2].
إذاً فليذهب بالعبد رجاؤه الى مدارج السمو وليلتمس من ربه أن يغفر له كل ذنب أذنبه , ففي رحاب الله يجد ذلك العبد المسكين أمانيه تتحقق فقد ورد في الحديث :
(( إن العبد إذا أذنب فإستغفر يقول الله لملائكته أنظروا الى عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنوب ويأخذ بالذنب إشهدوا أني قد غفرت له ))[3].
فالفرصة متاحة ومائدة رب الأرباب ممدوده وهذه ليلة القدر قد فتحت ذراعيها لإحتضان الطائعين والعاصين

المصدر : 1,2,3 جامع السعادات للشيخ النراقي ج1 ص251 ط3 مطبعة النجف
ياربِ ياربِ يارب إغفر لي كل ذنبٍ أذنبته بحق هذه الليالي المباركات وبحق نبيك وأهل بيته الكرام الطاهرين .. اللهم آآآمين
ونسألكم الدعاء


الخميس، 23 مايو 2019

معركة بدر .. سر الإنتصار
*******************

جميعنا يعلم أن سر إنتصار المسلمين في بدر (القلة التي غلبت الكثرة مجتمعة) هو الإيمان القوي والعزيمة والإلتفاف حول القائد الصادق ..
ولكن لنا أن نتسائل : كيف كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخوض الحروب ؟ فهذا القائد العظيم الذي يشهد له الباحثون والمؤرخون كان يتمتع بصفات رحيمية وقيادية نشير اليها في هذه السطور :

1) إن كافة حروب النبي (ص) كانت حروباً دفاعية , هذا لايعني أنه في كافة العمليات كان يجلس ليأتوا ويهجموا عليه !! كلا , الدفاع بهذا المعنى ليس صحيحاً , لو لم يتسلّح الرسول (ص) لو لم يستعد لتم القضاء وبسهولة على الإسلام والقرآن والرسول , لذلك كان الرسول (ص) مجبراً على الحرب ..
فقد وضع مجموعةً من الأصول التي يجب مراعاتها في الحرب من جملتها , الرحمة بالنساء والأطفال , عدم قطع الماء عنهم , عدم منعهم من الطعام , قبول إستسلام البعض , الإبتعاد عن حالة الإنتقام والخشونة .... الخ

2) كان رسول الله (ص) قائداً عسكرياً ,وكان التنظيم العسكري في القديم يقتضي وضع القائد في مكان ليبقى بعيداً عن الخطر السبب في ذلك واضح وفيه وجه معقول ومنطقي فلو كان القائد في المقدمة ثم قُتل عند ذلك يضطرب الجهاز العسكري بأكمله وأمّا إذا كان في الخلف كان بإمكانه الإستمرار في المعركة حتى لو قُتل نصف الجنود ولكن عندما يُقتل القائد فستكون الخسائر أكبر. 

أمّا رسول الله (ص) الذي كان يتمتع بقوى غيبية فوق المعتاد فكان يتقدم الجميع ليحارب عندما يصبح الأمر صعباً وعندما يبدأ العدو هجوماً كبيراً وعندما لا يبقى بإستطاعة المقربين أمثال أمير المؤمنين (ع) والحمزة والآخرين التحمّل والمقاومة فيلجؤون إليه (ص) ..

أيها المسلمون متى ما إلتحقتم بركب النبي وآله الأطهار ستتحق الإنتصارات لأن الله لن يُخيّب من تمسك بحبلهم ونهجهم بل ووعدهم بالنصر حتى ولو كانوا فئة قليلة ومعركة بدر خيرُ دليل
(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ))
ونسألكم الدعاء


الأربعاء، 22 مايو 2019

تأملات رمضانية (أنا أستطيع)
********************

بعد مرور أكثر من 15 يوماً من شهر رمضان المبارك :
- تبيّن لنا بأننا كنا نستطيع الصوم يومي الإثنين والخميس خلال السنة وأن الصوم ليس بهذه الصعوبة التي كُنا نتصورها.

- تبيّن لنا جليّاً أننا كنا نستطيع وبسهولة أن نصلي صلاة الليل (ركعتي الشفع وركعة الوتر على أقل تقدير) كل ليلة ولايستغرق وقتها أكثر من 10 دقائق.

- تبيّن لنا أن الختمة الشهرية للقرآن الكريم ليست من المعجزات كما كان الشيطان يوهمُنا بذلك.

- تبيّن لنا بإستيقاظنا للسحور في شهر رمضان وهو قبل الفجر , بأننا قادرون على أداء صلاة الفجر يومياً في غير شهر رمضان.

- تبيّن لنا أن الفقير يحتاج مساعدتنا في كل وقت (وليس في شهر رمضان فقط) وأننا قادرون على الإنفاق.

أحبتي: كم من أهداف ومشاريع أهملناها في الحياة لإننا أقنعنا أنفسنا بأننا لانستطيع !!
أصدقائي: شهر رمضان دوره تدريبية عظمى , لنتعلم منه درساً رئيسياً وهو (أنا أستطيع).

نسأل الله بمحمد وآل محمد أن يتوّج رغباتنا ودعائنا وصيامنا وقيامنا بالعتق من النار
اللهم آآآمين ... ونسألكم الدعاء


الاثنين، 20 مايو 2019

ماذا تعرف عن صُلح الإمام الحسن (ع) ؟
*******************

إرتبط إسم الإمام الحسن (ع) بموضوع الصلح فلنتعرف وإياكم على هذا الأمر..
إن الإمام (ع) لم يفرّط في خطه أبداً ولم يُصالح على خط الإمامة وخير دليل على ذلك مناظراته وخطبه ورسائله إلى الطليق ابن الطليق (معاوية)..

فهي تنم على أن الإمام كان متشبثاً بخط الولاية وكان من أكبر المدافعين عن خط والده الشريف والإمام (ع) عليه أن يتعامل مع الواقع الموجود , فقد حاول إيجاد جبهة وإيجاد حكومة إسلامية ولكن لا أدري ما الذي جرى في حياة الإمام (ع) من تأثير الدعايات المغرضة ؟!

فالأمر كما جرى لوالده علي (ع) حتى أنه عندما قُتل شهيداً في محراب العبادة تعجب البعض من كيفية الإستشهاد , وهل كان علي يصلي حتى يُقتل في محرابه !!
والإمام الحسن (ع) جاء بعد هذا الجو الإعلامي , نحن نقرأ هذا المقطع من حياته (ع) ونرى مدى ما كان يعانيه (ع):

(وقد شدّوا على فسطاطه وانتهبوه , وأخذوا مصلاّه من تحته , وطعنه أحدهم بسيفه قائلا: الله أكبر !! أشركت يا حسن كما أشرك أبوك) !!!!!! وكان الإمام (ع) في بعض الروايات يصلي وعليه ما يحميه من السهام !!!!! هكذا كان الإمام (ع) يعيش مثل هذا الجو ومع ذلك عندما وصل الأمر إلى أن يواجه الواقع الموجود عمل بواجبه ..

ونلاحظ أن من بنود هذه المصالحة المرحلية إن صح التعبير:
أن يكون الأمر له بعد منافسه السياسي , وإشترط عليه ترك سبّ أمير المؤمنين (ع) والعدول عن القنوت عليه في الصلوات , وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم , وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم.

وخلاصة الصُلح : أراد الإمام المجتبى (ع) أن يستنقذ البقية الباقية من فلول الأمة حتى يهيئهم للحركة الكربلائية القادمة ..

وأخيراً نقول : إنه من المناسب أن نخرج في كل مناسبة لأئمة الهدى (ع) (سواءً كانت ميلاداً أو إستشهاداً) بالصفة المميزة لذلك المعصوم ونعمل على تطبيقها قدر الإمكان..
ونتأسى بهم في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,فإذا أخذنا من كل معصوم هذه الزهرة العطرة لاشك بأننا سنكون بعد عام بخير إن شاء الله تعالى.

متباركين بالولادة الميمونه للسبط الأكبر الشهيد إمامنا الحسن المجتبى (ع)
كل عام وانتم بخير .. ونسألكم الدعاء


التغيير .. متى ؟؟
************

هل تريد التغيير .. وضعك ؟ أمورك ؟ محيطك ؟
إنتبه ... فحالك مرتبط بك عزيزي لابغيرك ..

أيها العزيز ...
لا تندب حظك بل أُنظر الى نفسك لتغيير قدرك 
قال تعالى : [إن الله لايغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم]
وهنا إشارة للتغيير العملي اللازم من العبد ليغير حاله نحو الأفضل

وقال سبحانه أيضاً : [ذلك بأن الله لم يكُ مغيراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم وان الله سميع عليم]
وهنا التغيير في الحال أيضاً ولكن أي حال , من النعمة والرخاء الى النقمة والبلاء .

ولعل أبسط مثال على ذلك وأهمه هو أمر الأمة مع آل محمد (ع) وهم نعمة أنعمها الله تعالى على الأمة , ولكن حينما لم يقدروها وتغيروا وإنحرفوا عن فطرتهم سلبها الله تعالى منهم (بغيبة الإمام الثاني عشر) , ولن يظهر (روحي له الفدا) وينتفع العباد بظهوره وتعود النعمة إلاّ بتغييرهم أنفسهم ولكن نحو الأفضل .

اللهم أكحل نواظرنا بطلعته الغرا بحق هذا الشهر الكريم
ونسألكم الدعاء


الأحد، 19 مايو 2019

س/ ما سر الحضور المكثف للحج في أدعية شهر رمضان المبارك؟ 

نجد في أدعية شهر رمضان المبارك حضورا قويا في أدعية شهر رمضان, ومن أمثلة ذلك :
- في تعقيبات الصلاة :
" اللّهُمَّ ارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ فِي عامي هذا وَفي كُلِّ عام ما اَبْقَيْتَني في يُسْر مِنْكَ وَعافِيَة، وَسَعَةِ رِزْق، وَلا تُخْلِني مِنْ تِلْكَ الْمواقِفِ الْكَريمَةِ، وَالْمَشاهِدِ الشَّريفَةِ ..."

- الدعاء اليومي العام :
" اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْني الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَوالجدّ وَالاجْتِهادَ وَالْقُوَّةَ والنَّشاطَ والاِنابَةَ والتَّوْبَةَ ولِلتوفيْق والْقُرْبَةَ والْخَيْرَ الْمَقْبُولَ وَالرَّغْبَةَ والرَّهْبَةَ وَالتَّضَرُّعَ والْخُشُوعَ وَالرِّقَّةَ، والنِّيَّةَ الصّادِقَهَ "

- الدعاء الليلي :
" اَللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذي اَنْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ على عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامي هذا وَفي كُلِّ عام، وَاغْفِرْ لي تِلْكَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ، فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلاّمُ ".

- دعاء أبي حمزة في السحر :
" وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ، وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ اِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ، وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطاعَتِكَ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ، وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ...."

نجد في هذه الأدعية وغيرها من الأدعية الرمضانية حضورا مكثفا للحج بين ثنايا هذه الأدعية, فما سر ذلك؟
الجواب : من أسباب ذلك ما يلي :

- الأول : 
إن حضور الحج يستلزم توفيقا معينا, ومن أسباب حصول هذا التوفيق هو أجواء شهر رمضان حيث تكون استجابة الله للدعاء متاحة للإنسان بشكل كبير, ولا سيما في أوقات الصلاة والإفطار و اوقات السحر.

- الثاني :
الضيافة الإلهية قسمان : ضيافة مكانية, وضيافة زمانية.
يمثل شهر رمضان قمة الضيافة الزمانية الإلهية , بينما يمثل الحج قمة الضيافة المكانية الإلهية في رحاب المشاعر المقدسة بمكة المكرمة.


يمثل شهر رمضان بأجوائه العامة و أجواء ليالي القدر و العشر الأواخر موسم عبادي متميز وخاص, و كذلك تمثل فترة ذروة الحج وهي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة موسم عبادي متميز.

- الثالث :
إن ليالي القدر و الحضور في أرض عرفة هما فرصتان نادرتان لمحو الذنوب الكبيرة, فقد ورد في بحار الأنوار ج93 ص375 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يغفر له في شهر رمضان ما يغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة."

حيث نجد أن حضور أرض عرفة من ناحية مكانية أو شهر رمضان من ناحية زمانية يمثلان فرصة ذهبية للعصاة يفيض الله فيها من رحمته الواسعة على عبادة ويمن فيها بالمغفرة , ولذا فقد لا يستجيب الله للإنسان الغافل دعاءه بطلب المغفرة في شهر رمضان , ولكنه يستجيب له طلب حضوره الحج, فيمن عليه بالمغفرة في أرض عرفة.


- الرابع :
إن عبادة الصوم و عبادة الحج من العبادات العظيمة التي تؤدى في فترة زمنية خاصة و تعتبرب دورة تربوية مكثفة تختصر أمام الإنسان وقتا كبيرا في حال لو طلب الحصول على هذه المكاسب الروحية العظيمة خارج إطار هاتين العبادتين العظيمتين.

- الخامس :
إن الصوم والحج يشتركان في أنهما من العبادات التي تؤدى في مواسم معينة خاصة.

ولعل هناك فوائد أخرى من وجود هذا الربط بين هاتين العبادتين العظيمتين.
ونسألكم الدعاء




عجبني كلام متابع مصري يدافع عن سيدنا أبو طالب (ع) ... اقرأوا نص كلامه :

غريب والله امر الامه دي
يعني سيدنا ابو طالب يكفل سيدنا النبي في صغره ويصرف عليه ويأكله ويشربه ويربيه في بيته ولما كبر سيدنا النبي حماه من كفار قريش وضلل عليه وصرف عليه لما قريش عملت عليه حصار ومكنش حد يقدر يهوب ناحيه سيدنا النبي طول ما سيدنا ابو طالب كان عايش لا ويوم ما يموت النبي يسمي السنه دي بعام الحزن يعني النبي حزن عليه لدرجه انه سمي العام اللي مات فيه سيدنا ابو طالب بعام الحزن شوف درجه الحزن وصلت لايه .


وربنا في كتابه الكريم يقول ( الم يجدك يتيما فأوي ) ويقول ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان ) 
والنبي بنفسه يقول ( انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنه واشار بالسبابه والوسطى ) وهل في اعظم من ابو طالب في كفاله نبي الرحمه وهو اليتيم 


وبعد ده كله يطلع علينا شويه خنازير يكفروا مولانا ابو طالب لا ويقولك ابو سفيان في الجنه 
ابو سفيان اللي عاش عمره كله يحارب دعوه الاسلام في الجنه وابو طالب حامي الحمى في النار
يبقي مش غريب لما تنهش الكلاب في عظم الامه اذا كانت الامه نفسها فضلت كلابها على اسيادها


معلش_ابوطالب
انت_للجنه_سقف
ولو_كره_الكافرون



الأيام البيض
**********

سؤل ابن مسعود عن الأيام البيض ماسببها وكيف سُميت ؟ 
قال : سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول إن آدم لما عصى ربه تعالى ناداه منادٍ من لدن العرش يا آدم أُخرج من جواري فإنه لايجاورني أحد عصاني ، فبكى وبكت الملائكة فبعث الله عز وجل إليه جبرئيل فأهبطه إلى الأرض مسوداً فلما رأته الملائكة ضجت وبكت وإنتحبت وقالت: يا رب خلقاً خلقته ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك بذنب واحد حولت بياضه سواداً ..

فنادى منادٍ من السماء أن صُم لربك اليوم فصام فوافق يوم الثالث عشر من الشهر فذهب ثلث السواد ثم نودي يوم الرابع عشر أن صم لربك اليوم فصام فذهب ثلثا السواد ثم نودي يوم الخامس عشر بالصيام فصام فأصبح وقد ذهب السواد كله فسميت أيام البيض للذي رد الله عز وجل فيه على آدم من بياضه ..

ثم نادى منادٍ من السماء يا آدم هذه الثلاثة أيام جعلتها لك ولولدك من صامها في كل شهر فكأنما صام الدهر .. 
المصدر : علل الشرائع للشيخ الصدوق

إستجاب الله دعواتكم وحقق أمنياتكم بحق هذه الأيام البيض المعظمة
ونسألكم الدعاء


الجمعة، 17 مايو 2019

نعمة التفكّر 1
***********

تُقاس قيمة الإنسان بما يحمله من أفكار في الأمور المعنوية , فهو بواسطة هذا الفكر يتجاوز حدود الحيوانية والصغائر ليرقى إلى الدرجات الإنسانية العليا , والترقي المعنوي لابن آدم إنما يتحقق بفضل تفكيره في الأمور من حوله ..

يقول الشاعر :
معيار شخصك بالتفكر في الذي يبقى .. فلست سوى عظام وعروق

ولدينا آيات متعددة في القرآن المجيد يعبر فيها سبحانه وتعالى أن مخلوقاته كافة إنما هي أدلة وآيات حق لمن يتفكر فيها ويتدبر ..

يقول سبحانه : [إن في ذلك ﻵية لقوم يتفكرون] , بل ويمتدح عز وجل أولئك الذين يذكرون الله : [ويتفكرون في خلق السموات والارض].
بل ويذم أولئك الذين يعرضون عن التفكر والتدبر بقوله : [أفلا يتدبرون القرآن , أم على قلوب اقفالها] ..

وخلاصة قولنا بأربع كلمات : الفكر معيار قيمة الإنسان
ونسألكم الدعاء


يغيب فيبكي لغيبته الباكون ولهاً وإشتياقاً !! 
بل وقبل مولده وغيبته جرى بكاء الباكون ولهيب الشائقون , فمن هم يا ترى ؟ 

ليت شعري على من بكاه الصادق (ع) في ندبته ,
والباقر (ع) في قنوتات صلواته , 
والكاظم (ع) في سجن أسره .. 

وها نحن نبكيه قدوةً وشغفاً له حتى ظهوره المبارك ..
فسلامٌ على من دمعت عليه عيون المؤمنون في غيبته.
اللهم عجّل لوليك الفرج


الخميس، 16 مايو 2019

السيدة خديجة والنبي (صلى الله عليه وآله)
*****************************

من الطبيعي أن تكون للسيدة خديجة (عليها السلام) مكانة مرموقة وسامية عند الرسول (صلى الله عليه وآله) لما قدمته من دعم مادي ومعنوي في إعانة الدين وزوجها ..
لقد عاش النبي (صلى الله عليه وآله) معها خمساً وعشرين سنة لم يتزوج خلالها بزوجة أخرى كل ذلك إعظاماً لها وتبجيلاً لمكانتها العالية ووفاءً لعطائها للإسلام.


لقد ماتت خديجة وغابت عن دنيا الناس ولكنها ظلت ماثلة بين عيني زوجها العظيم الوفي ودخلت في حياته من بعدها نساء عديدات حسبما يحدث بذلك التاريخ ولكن مكانها من قلبه وفي دنياه ظل خالياً لم تشغله إمرأة غيرها ولم تستطع واحدة منهن أن تحتل مكانها وأن تفلح في إبعاد طيفها من قلبه ونفسه الذي كان يتبعه حيث يسير ..

ففي أسد الغابة عن عائشة : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها , فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت : هل كانت إلا عجوزاً , وفي رواية : ما زلت تذكر بحسرة وألم عجوزاً من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت من عدة سنين[1] فقد أبدلك الله خيراً منها.
ومع أنه كان واسع الصدر عظيم الصبر إلاّ أنه غضب حتى إهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال : (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها , آمنت بي إذ كفر الناس , وصدقتني إذ كذبني الناس , وواستني في مالها إذ حرمني الناس , ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء)[2].
قالت عائشة : (فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداً)[3].

ولكنها الغيرة ... أوف من الغيرة أوف

وحتى يوم الفتح وقد مضى على وفاتها أكثر من عشر سنين حافلة بالأحداث نرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد دخل مكة يختار مكاناً لينزل فيه قريباً من قبرها في قبة بنيت له إلى جوار القبر ليشرف منها على فتح مكة كما جاء في حوادث السنة الثامنة في المجلد الثالث من تاريخ الطبري.

وأخيراً ... دخلن في الإسلام بعد خديجة مئات الملايين من النساء ولكنها ستبقى وحدها من تلك الملايين المسلمة الأولى التي آثرها الله بالدور العظيم في بناء الإسلام , ستبقى رمزاً للوفاء والمحبة والإيثار لزوجها الذي كانت أول من صدّقه وآمن به من النساء وبذلت له راحتها ومالها وهان عليها كل شيء في سبيله ..
اللهم بخديجة وبعلها وبنيها إعتق رقابنا من النار يااااااااكريم

المصادر :
[1] المحب للطبري.
[2] الاستيعاب لابن عبد البر.
[3] أسد الغابة ج5 ص539.

ونسألكم الدعاء


حديث السَحَر
**********

مقطع جميل من دعاء ابي حمزة الثمالي وكل حروفه جميلة
(( وأعلمُ أنك للراجين بموضع إجابة وللملهوفين بمرصد إغاثة ))

[وأعلم أنك للراجين] 
أي وأعلم أنك لمن يرجوك ويأمل فضلك بموضع إجابة , والرجاء يحث على العمل. 
ورد في الحديث أن رجلاً سأل الامام الصادق (ع) فقال : ((قلت : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو , فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت , فقال عليه السلام : هؤلاء قوم يترجّحون في الأماني , كذبوا ليسوا براجين , إنّ من رجا شيئاً طلبه , ومن خاف من شيء هرب منه)). الكافي ج2 ص68 ح5.

وقال عز وجل : (( فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَــلِحًا وَ لَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا ))

[وللملهوفين بمرصد إغاثة]
اللهف بحسب أقوال أهل اللغة : الحزن والتحسّر , والملهوف : الحزين ذهب له مال أو فُجع بحميم , والمظلوم ينادي ويستغيث واللّاهف واللهفان يستغيث ويتحسّر ..
الرصد : الاستعداد للترقّب , (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) تنبيها أنّه لا ملجأ ولا مهرب , يعني أنه عز شأنه مترصّد ومترقّب لإغاثة الملهوفين , أي المظلومين أو المفجوعين , لايفوته شيء , يسمع ويرى جميع أحوالهم وأفعالهم , أي أعلم أنك في مرصد إغاثة للملهوفين ..

اللهم وهذه ساعة السَحَر أفضل الساعات فبحقها أغثنا وحقق رجائنا يااااااااارب
ونسألكم الدعاء



الأربعاء، 15 مايو 2019

في رحاب شهر الله
*************

يقول (صلى الله عليه وآله) : ( أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب)
يبين النبي الأعظم (ص) رشحةٌ من رشحات كرمه سبحانه لعباده في شهر رمضان أن جعل لهم الأجر والثواب على أعمال حياتية ضرورية يمارسونها في يومهم بل لا ينفكون عنها ولا تتطلّب منهم جهداً أو مشقة ولا تصنّف ضمن العبادات لتتطلّب نية وقصد قربي , بل كيفما إتفقت كانت لهم بمثابة العبادة والذكر ليترتّب عليها ثوابها , فأنفاسهم تحصى وتعد لتبدّل تسبيحاً وذكراً , ونومهم في هذا الشهر مع أنه راحة ومدعاة لكسب القوة وإستمداد الطاقة فهو عبادة لهم وفي ذلك من الكرم واللطف ما لا يحدّه البيان ويعجز عن وصفه اللسان .

ولكي يعرف الصائم ماله من الأجر والثواب فقد وردت روايات كثيرة تبين ما للذكر والتسبيح من أجر وثواب منها : 
ما ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام ) أنه قال : (من سبّح الله مائة مرة كان أفضل الناس في ذلك اليوم إلّا من قال مثل قوله).1
وعنه (ع) قال : (من قال سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم وبحمده , كتب الله له ثلاثة آلاف حسنة , ومحا عنه ثلاثة آلاف سيئة , ورفع له ثلاثة آلاف درجة , ويخلق منها طائراً في الجنة يسبح وكان أجر تسبيحه له).2
وما ورد من الروايات في تسبيح الزهراء (عليها السلام) كثيرة جداً وفيها الكفاية من الثواب والأجر , حتى ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال : (ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (ع)).3
ما أعظم وأنبل هذا الكرم الإلهي .. وأن هذا بعض كرم الله سبحانه على عباده في هذا الشهر الفضيل والاّ فمائدته تعالى أوسع وأوسع وأعظم وهو خير الرازقين .
ونسألكم الدعاء

المصادر
1) المحاسن ج1 ص37.
2) ثواب الأعمال ص27.
3) وسائل الشيعة ج6 ص443 باب9 ح1.