الأربعاء، 24 أبريل 2019

أحيوا أمرنا
********

قال الإمام الصادق (ع) : (( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا )). 
هل المقصود هو إحياء مناسبات أفراحهم وأحزانهم ؟ أو أنَ أمرهم هو إحياء الدين ؟

أمر أهل البيت (ع) الذي أوصت الروايات المأثورة عنهم بإحيائه هو معالم الدين الاسلامي الذي يُعرف من طريقهم في مقابل ما يتداوله الناس من غير طريقهم , ذلك لأن صراطهم (ع) هو صراط محمد (صلى الله عليه وآله) وصراط محمد (ص) هو صراط الله سبحانه .

وعليه فكل ما ثبت عنهم من تفسيرٍ للقرآن أوبيانٍ لأصول العقيدة وتفاصيل الأحكام الشرعية الفقهية وما ورد عنهم من إيضاحٍ لقيم الدين وتوصياته ومواعظه كل ذلك يكون تناوله وتأصيله وتروجيه داخل في سياق الإحياء لأمر أهل البيت (ع).

وكذلك عقد المجالس التي يُستعرض فيها مآثر أهل البيت (ع) وسيرتهم ومكارم أخلاقهم والمجالس التى تُعقد ليُستعرض فيها البراهين والحجج للإنتصار للمذهب الحق , وعقد المجالس لإستحضار ذكريات مواليدهم ووفياتهم (ع) وإستثمارها لأجل تأصيل الولاء لهم وتوثيق الصلة بهم , كل ذلك يقع في سياق الإحياء لأمر أهل البيت (ع).

- فقد ورد عن إمامنا الصادق أنه قال : قال لفضيل : تجلسون وتُحدِّثون ؟ قال: نعم جُعلت فداك قال: إنّ تلك المجالس اُحبُّها فأحيوا أمرنا يا فضيل , فرحم الله من أحيى أمرنا ، يا فضيل من ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غُفرله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر.
- وورد عن إمامنا الباقر (ع) أنه قال : (( اجتمعوا وتذاكروا تحفُّ بكم الملائكة رحم الله من أحيى أمرنا )).
- وورد كذلك عن شعيب العقرقوفي قال سمعتُ أبا عبد الله (ع) يقول لأصحابه : اتقوا الله وكونوا اخوة متحابِّين بررة في الله متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه.

وأخيراً : إن إحياء أمر أهل البيت (ع) هو ما يكون تذاكره وتأصيله منتجاً لحضور هذا الخط ورموزه في ذاكرة الامة , فإن ذلك هو ما يضمن التجذّر والإمتداد لقيم الدين واُصوله فأهل البيت (ع) هم حبل الله المتصل بين السماء والأرض وهم العترة التي خلّفها رسول الله (ص) في أمته وأوصى بالتمسك بهم وقال بأن الأمة لن تضلّ بعده أبداً إن إستمسكت بعُرى أهل البيت (ع).

ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق