السبت، 13 أبريل 2019

نفحات شعبانية
**************

(( رحم الله مَن أعانني على شهري ))
نَسَبَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهر شعبان إليه وأبدى إهتمامه الشديد به فقد كان (صلى الله عليه وآله) إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة : "يا أهل يثرب إنّي رسول رسول الله إليكم ألا إنّ شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري" (1).

س/ ماذا تعني معونة النبي (صلى الله عليه وآله) ؟؟
ويزداد السؤال أهمّيّةً حينما نلتفت إلى أنّ مَن يعين النبي (ص) يقع في دائرة الرحمة الإلهية الحتمية لأنه (ص) مستجاب الدعاء حتماً وهو في هذا الحديث يترحّم على مَن أعانه.
إنّ لغة "أعانني" هي لغة عاطفية لا ترتبط بحاجة النبي (ص) بل بالحرص النبوي على مستقبل المؤمنين ونجاح مسيرتهم الإيمانية والذي إنعكس في شعوره (ص) بالهم وفي مظهره (ص) حتى قال له بعض أصحابه : "أسرعَ فيك الشيب فأجاب (ص) : شيّبتني سورة هود" (2).

والسبب في ذلك هو قوله تعالى : ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ﴾ (هود: 112). فالذي شيّب رسول الله (ص) ليس أمر الله عز وجل له ﴿فَاسْتَقِمْ﴾ وهو المستقيم قبل نبوّته , بل لتعقيبه تعالى ذلك بقوله : ﴿وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾.

إذاً تتحقق إعانة النبي (ص) بالاستقامة وعدم الطغيان والخروج عن الجادة , وهذا ما يمكن لنا أن نتلمّس خلفيته وعناوينه الأساسية من كلمة لأمير المؤمنين (ع) : 
"ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه , ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطُمريه ومن طعمه بقرصيه , ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفَّةٍ وسداد" (3).

المصادر :
1) مصباح المتهجّد للطوسي ص825.
2) زبدة البيان في أحكام القرآن للأردبيلي ص167.
3) نهج البلاغة ج3 ص70.

ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق