الأحد، 21 أبريل 2019

الكتب السماوية وفكرة ظهور المصلح العالمي
*************************

لا تختص فكرة ظهور المصلح العالمي بالمسلمين فقط , بل إن جميع الأديان والكتب الإلٰهية (حتى بعض النظم) بشّرت بمنجي العالم في آخر الزمان والذي سيجعل الدنيا مليئة بالعدل والإنصاف.

كما ورد في القرآن الكريم : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)[1].
إختلف المفّسرون للقرآن الكريم في كلمة (الذكر) فمنهم من قال : «إنها تطلق على جميع الكتب السماوية النازلة من قِبل الله عز وجل على الأنبياء»[2].
وقال آخرون: «بأن المراد منها هو التوراة»[3].
وعلى كل حال فإن الكتب السماوية بشّرت بأن الصالحين وأولياء الله في النهاية سيحكمون كل العالم وتلك حقيقة لابد من تحققها.

إن فكرة ظهور المصلح في آخر الزمان من الاُصول الأساسية منذ العصور القديمة وكانوا يذكرونها بشكل دائم ونحن اليوم وبعد مرور عدّة قرون نجد ما يدل على ذلك من خلال الآثار التي تركها الماضون ..

وكتب أحد العلماء المعاصرين يقول : الفتوريسم في الحقيقة تعني الإعتقاد بفترة آخر الزمان وانتظار ظهور المنجي عقيدة ثابتة ومسلّمة ومقبولة لدى الأديان السماوية، كاليهودية والزرادشتية والمسيحية بمذاهبها الأصلية الثلاثة الكاثوليك والبروتستانت والارتذوكس وكل الأديان السماوية بشكل عام والدين الإسلامي بشكل خاص , وقد تم بيانها بشكل كامل وبسط البحث بهذا الصدد في أبحاث علم الأديان قسم دراسة الكتب السماويّة ..

إنّ في كتب وآثار زرادشت والزرادشتية ذكرت مسائل كثيرة حول آخر الزمان وظهور الموعود من جملتها : كتاب اوستا وكتاب زند وكتاب رسالة جاماسب وداتستان دينيك ورسالة زردشت , وهكذا ورد في الكتب المحرفة لليهود والعهد القديم ومثل كتاب النبي دانيال (عليه السلام) وإنجيل لوقا وانجيل مرقس وإنجيل برنابا ومكاشفات يوحنّا فهي مع كونها محرفة فقد ورد فيها أحاديث حول المنجي الموعود.

وأخيراً : لو لم تحرّف هذه الكتب لذكرت فيها حقائق أوضح وأكثر من ذلك حول المصلح العالمي , ورغم ذلك نقول : لو لم يذكر في الكتب السماوية السابقة أي إسم وعلامة عن الموعود لقلنا أيضاً : إن الله عز وجل تحدث عن المهدي المنتظر في كل الكتب السماوية لأن القرآن الكريم صرح بأن المصلح العالمي ومنجي البشرية قد ذكر في الكتب السماوية السابقة كما مر عليك .

المصادر :
[1] الأنبياء 105.
[2] تفسير الميزان ج14 ص337.
[3] المصدر المتقدم ص329.
ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق