الإمام الكاظم (ع) منار هداية
********************
لقد كانت شخصية الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) داخل السجن هي تلك الشخصية التي تشبه المنارة الهادية لكل من كان يحيط بها , وهذه المنارة لا تتوقف لحظةً واحدة عن الهداية حتى في أصعب الظروف وهذا هو العمل الذي قام به الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) حيث يوجد في هذا المجال قصصٌ كثيرة وروايات عديدة ..
********************
لقد كانت شخصية الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) داخل السجن هي تلك الشخصية التي تشبه المنارة الهادية لكل من كان يحيط بها , وهذه المنارة لا تتوقف لحظةً واحدة عن الهداية حتى في أصعب الظروف وهذا هو العمل الذي قام به الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) حيث يوجد في هذا المجال قصصٌ كثيرة وروايات عديدة ..
وواحدة من أكثرها جمالاً ولفتاً للنظر أن السندي بن شاهك المعروف كان سجّاناً عنيفاً جداً وشديداً ومن عبيد العباسيين والأكثر وفاءً للسلطة وقد كان هذا سجّان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) حيث سجنه في زنزانة شديدة الصعوبة تحت الأرض في منزله , وكانت عائلة السندي بن شاهك في بعض الأوقات تنظر من فتحة إلى داخل السجن وقد أثّر وضع حياة الإمام (عليه السلام) فيهم وغرس فيهم بذرة محبة أهل البيت (عليهم السلام) , فأحد أبناء السندي بن شاهك ويُدعى (( كشاجم )) أصبح من كبار شعراء التشيّع وأعلامهم.
هذه هي حال حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) الّتي كانت تجري معه في السجن , بالتأكيد لقد جاؤوا مرّات إلى الإمام في السجن وهدّدوه وطمّعوه وأغروه وأرادوا أن يرغّبوه لكن لم تنفع مع هذا الإنسان العظيم الذي إتّصف بذلك الصمود وبتلك الصلابة الإلهية ..
من أشدّ مرارات سيرة الأئمة شهادة موسى بن جعفر (عليه السلام) ففي الأيام الأخيرة جاء السندي بن شاهك بمجموعة من الوجوه والمشاهير الكبار الذين كانوا في بغداد ليجتمعوا حول الإمام (عليه السلام)، وقال لهم : انظروا إنّ وضع حياته جيد ولا توجد أي مشكلة , فقال الإمام (عليه السلام) : نعم , ولكن إعلموا أنهم سيقتلونني مسموماً , وقد قتل الإمام مسموماً في بضع حبوب من التمر وتحت تلك الأغلال والقيود التي قيدوا بها عنقه وقدميه وهكذا إرتفعت روح هذا الإمام العظيم والمظلوم والعزيز في السجن إلى الملكوت الأعلى ..
بالطبع كان هؤلاء يخافون أيضاً , يخافون من جنازة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وكذلك من قبره (عليه السلام) ولهذا عندما أخرجوا جنازة الإمام (عليه السلام) من السجن وكانوا يطلقون الشعارات التي تدل على أن هذا الشخص كان خارجياً وثائراً على الحكومة !! لكي يجعلوا شخصية الإمام (عليه السلام) في مورد التهمة , وقد كانت أجواء بغداد بالنسبة إلى جهاز الحكم أجواء غير مستقرة إلى حد أنّ أحد عناصر جهاز الحكم نفسه وهو سليمان بن جعفر (ابن عم هارون الّذي يُعد من أشراف العباسيين) وجد أنّ هذا الوضع من الممكن أن يخلق لهم مشكلة فقام بدور آخر وأحضر جنازة الإمام (عليه السلام) ووضع كفناً قيّماً على الجنازة وجاء بكل إحترام إلى الإمام في مقابر قريش , ودفنوا الإمام (عليه السلام) في المرقد المطهّر في الكاظمية (حالياً) وهكذا ختم موسى بن جعفر حياةً مليئةً بالجهاد ..
أيها الإمام يا أبا الرضا ويا جد الجواد , ياباب الحوائج إن لنا حوائجاً كثيرة قد قدّمناها بين يديك آملين أن يقضيها لنا رب العالمين ... اللهم آمين
ونسألكم الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق