الثلاثاء، 19 فبراير 2019

من فكر السيد الشهيد الصدر (قدس سره)
***************************

أن افتراض الإعجاز في انتصار الإمام المهدي (روحي له الفدا) على العالم ، مما تنفيه أعداد كبيرة من الأخبار: حيث ان القضية المهدوية تكون بالقانون الطبيعي بنسبة كبيرة جداً ولا تحتاج الى الأعجاز الأ للضرورة القصوى جداً وهذا ما اثبتتهُ الروايات ..
أولاً: الأخبار الدالة على أن أصحابه الخاصة ثلاثمائة وثلاثة عشر، إذ مع المعجزة لا حاجة إلى أي واحد منهم.

ثانياً: الأخبار الدالة على أنه يخرج من مكة بعشرة ألآف... إذ مع المعجزة أمكن أن يخرج بعشرة ملايين.
ثالثاً: الأخبار الدالة على سفره من مكة إلى الكوفة. إذ بالمعجزة يمكن الوصول إلى الكوفة فوراً.
رابعاً: الأخبار الدالة على إلقاء خطبته في مكة وإلقاء خطاب آخر بالكوفة، إذ يمكن بالإعجاز إيصال هذه المعاني إلى أذهان الناس بدون كلام!.
خامساً: الأخبار الدالة على مقاتلته للسفياني، وقتله إياه، إذ مع المعجزة تكون الحاجة إلى هذا الجهد منتفية.
سادساً: الأخبار الدالة على أن المهدي (روحي له الفدا) يقتل المنحرفين بكثرة، يضع السيف فيهم ثمانية أشهر بدون انقطاع , وهذا لا حاجة له مع إمكان إنجاز ذلك بالمعجزة بين عشية وضحاها أو طرفة عين.
بل أن نفس ظهور المهدي (ع) مما لا حاجة إليه ، لو آمنا بتأثير المعجزة إيماناً مطلقاً، إذ يمكن له إصلاح العالم ، في حال غيبته، بل في نفس وجود المهدي عج يبقى أمراً مستأنفاً، إذ يمكن لله أن يصلح العالم بدون قائد ولا قيادة ولا حروب.
قال الله تعالى : "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا...".
وقال تعالى :"قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ".
فكل ما دل على وجود الإمام المهدي عج وعلى ظهوره، ينافي مع فكرة الإعجاز المطلق.


المصدر : موسوعة الامام المهدي ج3 ص214 (تاريخ مابعد الظهور)
ونسألكم الدعاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق