الثلاثاء، 12 فبراير 2019

فدك في التأريخ
***********

لنتجرد قليلاً من العاطفة ومن الإنتماء المذهبي وننظر الى قضية فدك بمنظار الباحث عن الحق والحقيقة فكل مسلم حقيقي هدفه الحق ولا غير ..
سؤال يطرح نفسه وهو :
أرض فدك كانت مُلكاً خاصاً للنبي (ص) بدلالة الكتاب والسنة , وبإجماع المفسرين كالقرطبي والآلوسي وغيرهم , وحتى المؤرخين كياقوت الحموي وغيره ..
فهل النبي (ص) أعطى فدكاً للزهراء (ع) أم لا ؟؟
لقد إدّعت الزهراء (عليها السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) وهبها فدكاً , وهذا موجود في سائر المصادر مثل (تفسير الرازي) و(الصواعق) و(الرياض النضرة) و(وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى) وغيرها.
وباليقين دعواها (ع) صادقة لقيام البيّنة من طرق أهل السنّة , وذلك أنّ النبي لمّا أنزل الله عز وجل: (وآت ذا القُربى حقّه) أعطى فاطمة (ع) فدكاً ..
فقال ابن كثير في تفسيره حول هذه الاية : 
وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا أبو يحيى التيمي حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك ..
ولكنه أثار إشكالاً حول هذه الحادثة مفاده : أن سورة الاسراء مكية وحادثة فدك مدنية فكيف يكون هذا ؟؟
الجواب : لقد إتفق الجميع (سنة وشيعة) على أن هنالك سوراً مكية تحتوي على آيات مدنية والعكس صحيح , وهذا الكلام ثابت ولا يحتاج الى دليل
فقد ذهب السيوطي إلى أن سورة طه استثني منها (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) ويقصد أن سورة طه مكية إلا هذه الآية فهي مدنية .
وذهب الماوردي أيضاً إلى أن قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) آية مكية , رغم ورودها في سورة النساء المدنية .
ولقد صحح الالباني حديث عن أبي سعيد الخدري عن سبب نزول هذه الاية ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) مفاده بأن هذه الاية مدنية رغم ورودها في سورة طه المكية .. صحيح سنن الترمذي للألباني برقم ( 2578 )
والخلاصة :
لقد روى الفريقان عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة فأعطاها فدكا , فكانت فدك هي الحق الذي أمر الله رسوله بإعطائها لذي الحق , فقامت (عليها السلام) لإحقاق حقها ..
واليكم ماقاله علمٌ من أعلامهم وهو السيوطي في الدر المنثور حول هذه الاية :
وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏ {‏وآت ذي القربى حقه‏} ‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك‏.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما نزلت ‏ {‏وآت ذي القربى حقه‏}‏ أقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فدكا‏.
ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق