السبت، 19 يناير 2019

الرضا والغضب الفاطمي
*****************
روى الفريقين وبإجماعهم على صحة حديث (الرضا والغضب الفاطمي)
(( يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبكِ ويرضى لرضاكِ )).

يُعد هذا الحديث من جملة الأدلة على إثبات عصمتها (عليها السلام) فبالإضافة الى آية التطهير التي تدل على عصمتها وحُجيتها على الخلق , اذ أن غضب فاطمة ورضاها دالّة على الرضا والغضب الإلهيين مما يعني أن غضب فاطمة ورضاها فرع غضب الله تعالى ورضاه ومتى ما كان الامر كذلك فإننا نستكشف بالدليل عصمتها (عليها السلام) إذ لايكون الرضا والغضب الصادرين من قبل شخص , رضا وغضب إلهي إلاّ حينما يكون هذا الشخص بعينه معصوماً عن كل عيب ممتنعاً عن كل قبيح ليكون رضاه وغضبه في حدود الرضا والغضب الإلهيين ..

كما أنّ في الحديث دلالة كافية للزوم ولايتها وطاعتها (ع) على الخلق حتى يحصل بذلك رضاها ويتحقق عدم غضبها (ع) , فإذا تحقق ذلك أمكن إحراز الرضا الإلهي وتجنّب غضبه تعالى , مما يؤكد أن هذه المواصفات لاتتوفر إلاّ لمن تمتع بمقام الحُجية والتطهير الإلهيين الملازم لوجوب الطاعة على الخلق ..

والخلاصة :
إن الرضا والغضب الذي أشار إليهما النبي (صلى الله عليه وآله) في حديثه لابد أن يكونا تابعين لإرادة الله تعالى , ومع هذا فإنّ رضا فاطمة (ع) وغضبها سيكون متبوعاً من قبل غضب ورضا الله تعالى , لا أن هذه المتبوعية على مستوى الكشف أي كاشفة عن رضا وغضب الله تعالى , على أن رضا الله تعالى وغضبه هو المتبوع أصلاً (كما هو ظاهر الحديث) ومن هنا يمكن أن نستدل في ذلك على إطلاعها العلمي بإرادات الله تعالى ورضاه فضلاً عن موارد غضبه , مما يؤكد وجود العلم اللدني لدى فاطمة (ع) للملازمة بين هذا العلم وبين الإطلاع على كل الجزئيات التي لايتم الإطلاع عليها بدقائقها وأسرارها وغوامضها إلاّ بالعلم اللدني الذي يخص الله به أوليائه وحججه المقربين , وفاطمة الزهراء (ع) من أكمل وأتم الأولياء والحُجج ....

اللهم إرزقنا رضا مولاتنا الزهراء (ع) وجنبنا غضب مولاتنا الزهراء (ع)
اللهم آآآمين ... ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق