تدبرات قرآنية .. مع سورة يس
*********************
وقفت قليلاً أتدبر السورة ، حقيقة لفت انتباهي فيها آيات كثيرة ، لكنّ أبرز ما لفت انتباهي هي : قصة القرية التي جاءها المرسلون لعل أكثرنا يعرفها ، لكن الذي استوقفني فيها شئ أدهشني في القصة :
أن رجلاً من القرية اقتنع بما يدعو إليه المرسلون ، وقام ملهوفًا على قومه ( من أقصى المدينة ) ، جاء يحاور قومه ويدعوهم إلى ما اعتقد أنه سبيل الفوز والسعادة ، جاء يحمل الخير لهم ، جاء فزعاً إلى نضج أفكارهم، جاء بخطاب يمس العاطفة فيستميلها ، ويخاطب العقل فيقنعه
*********************
وقفت قليلاً أتدبر السورة ، حقيقة لفت انتباهي فيها آيات كثيرة ، لكنّ أبرز ما لفت انتباهي هي : قصة القرية التي جاءها المرسلون لعل أكثرنا يعرفها ، لكن الذي استوقفني فيها شئ أدهشني في القصة :
أن رجلاً من القرية اقتنع بما يدعو إليه المرسلون ، وقام ملهوفًا على قومه ( من أقصى المدينة ) ، جاء يحاور قومه ويدعوهم إلى ما اعتقد أنه سبيل الفوز والسعادة ، جاء يحمل الخير لهم ، جاء فزعاً إلى نضج أفكارهم، جاء بخطاب يمس العاطفة فيستميلها ، ويخاطب العقل فيقنعه
وكانت مكافأته من قومه أن "قتلوه ، ليست قتلة عادية بل بطريقة حقيرة رديئة لا يزاولها إلا حيوان بريٌ لم يعرف شكلاً إلى التهذيب والتربية .
تروي التفاسير أن قومه قاموا إليه فركلوه ورفسوه حتى خرج قَصُّهُ ( عظمة القص تصل ما بين الأضلاع ) من ظهره ثم يدهشك ما سيحدث بعد ذلك !!
تروي التفاسير أن قومه قاموا إليه فركلوه ورفسوه حتى خرج قَصُّهُ ( عظمة القص تصل ما بين الأضلاع ) من ظهره ثم يدهشك ما سيحدث بعد ذلك !!
يخبرنا القرآن أن هذا الرجل قيل له ( ادخل الجنة ) ولو كنت مكانه لفكرت على الفور : "يا ربي والقتلة ألن تنتقم لي منهم ؟ ألن تعذبهم ؟ يارب سلط عليهم حميراً ترفسهم حتى يموتوا " ، لكن الذي أدهشني هو أمنية الرجل :
( قال يا ليت قومي يعلمون - بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )..
( قال يا ليت قومي يعلمون - بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )..
حقيقة توقفت كثيرًا أمام هذه النفسية العظيمة ، نفس رحبة واسعة جدًا ، حتى أنها لم تحمل ضغينة على القتلة ، بل على العكس كانت أول أمنية له فور أن بشر بالجنة " لو أن هذا المجتمع القاسي الذي قابل الجميل بالقتل ، لو أنهم يعلمون المنقلب ، لو أنهم يطلعون على الخير الذي أعده الله للصالحين" (يا ليت قومي يعلمون) ..
- أدهشني حرصه على الخير لقومه مع ما واجه منهم ..
- أدهشني تمسكه بالرغبة في إصلاحهم مع ما تبين من عنادهم ..
- أدهشني همته في دعوتهم للخير مع توقف مطالبته بالعمل ..
- أدهشني حبه الخير للآخرين ، حتى من آذوه ..
- أدهشني ان تكون أول أمنية له لو أنهم يعلمون !!!
- أدهشني تمسكه بالرغبة في إصلاحهم مع ما تبين من عنادهم ..
- أدهشني همته في دعوتهم للخير مع توقف مطالبته بالعمل ..
- أدهشني حبه الخير للآخرين ، حتى من آذوه ..
- أدهشني ان تكون أول أمنية له لو أنهم يعلمون !!!
وبعد أيامٍ ... وقفت من سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على موقف مشابه وهي رحلة الطائف ، ويأتيه ملك الجبال : " لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين " .
فيجيب (ص) : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون )
فيجيب (ص) : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون )
وصلت إلى خلاصة :
- الكبار وحدهم هم الذين يتحملون سفاهة الناس من أجل إصلاحهم.
- الكبار وحدهم هم الذين لا يعادون أحداً انتقاماً لأشخاصهم.
- الكبار وحدهم هم الذين تكون أمنياتهم بناء.
- الكبار وحدهم هم من يتقبلون دفع ضريبة حمل الإصلاح للناس.
- الكبار وحدهم هم الذين لا يعرف عامة المجتمع أقدارهم .
- الكبار وحدهم هم الذين يتحملون سفاهة الناس من أجل إصلاحهم.
- الكبار وحدهم هم الذين لا يعادون أحداً انتقاماً لأشخاصهم.
- الكبار وحدهم هم الذين تكون أمنياتهم بناء.
- الكبار وحدهم هم من يتقبلون دفع ضريبة حمل الإصلاح للناس.
- الكبار وحدهم هم الذين لا يعرف عامة المجتمع أقدارهم .
اللهم اجعلنا منهم بحق محمد وآله الطاهرين .. اللهم آمين
ونسألكم الدعاء
ونسألكم الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق