في رحاب دعاء كميل
***************
نُكمل وإياكم الشرح المبسّط لفقرات هذا الدعاء المبارك , علّ وعسى أن ننال الأجر إن شاء الله ..
(( ظلمتُ نفسي وتجرّأتُ بجهلي وسكنتُ الى قَديم ذكرك لي ومنِّك عليّ ))
***************
نُكمل وإياكم الشرح المبسّط لفقرات هذا الدعاء المبارك , علّ وعسى أن ننال الأجر إن شاء الله ..
(( ظلمتُ نفسي وتجرّأتُ بجهلي وسكنتُ الى قَديم ذكرك لي ومنِّك عليّ ))
الإعتراف بالمرارة ليس بالشيء الهيّن ولكن لابد للعبد العاصي من ذلك لأنه هو المسؤول عن ذلك الظلم والتقصير , ولكنه (في الوقت نفسه) يحاول أن يبرر ذلك ويجد له مخلصاً ليهرب من الواقع المرير فيعزو ذلك التماهل الى ما قابله الله به من لطفٍ ونعم ما جرأه على مثل ذلك التجاوز ..
((ظلمتُ نفسي)) وطبيعي أنه ظلم نفسه بما عمله وإرتكبه من الجرائم وقد إلتفت الى ذلك فلم يجد بداً من أن يلجأ الى خالقه ليتحمل مرارة الإعتراف معولاً على لطف الله وكرمه كما يأمل كل معترف ساقه الندم الى الوقوف مثل هذا الموقف الحرج.
((وتجرأتُ بجهلي)) أي ربِّ : ولم يكن ما صدر مني عن علم ومعرفة وسبق إصرار بل كان ذلك عن جهل وتقصير عفوي , شأني في ذلك شأن كل من أمِنَ العقوبة فأساء الأدب , فمن يتجرأ على من هو أقوى منه فإن ذلك يكون ناشئاً عن جهله بقوته.
ومع من أساء وتجزأ ؟؟
ويأتي الجواب : إنه أساء لربٍ عظيم لا تُجازى نعمه.
ومع من أساء وتجزأ ؟؟
ويأتي الجواب : إنه أساء لربٍ عظيم لا تُجازى نعمه.
((وسكنتُ الى قديم ذكرك لي ومنك عليّ)) ويتحرق الداعي بعد تطاوله على مولاه ولكنه يعود ليهدئ من نفسه عندما يعود بذاكرته الى الوراء والى الماضي القديم ليتصفح من خلال ما مرت عليه من مشاهد مايهدئ من فورته النفسيه إنه يحن الى قديم ذكر الله له ويسكن النفس عندما يجد نعم الله عليه متوالية وعطاءه متواصل من قبل أن يولد وبعد ولادته وعندما يشب ويترعرع ..
كل هذه آنات تمر عليه وهو فيها منعم بمنن الله وألطافه وهذه النعم والالطاف هي التي مهدت الطريق له ليتجرأ بجهله على ربه , ولو كان المولى صارماً في جزائه لما أدى الحال بالعبد الى كل هذه الجرأة مع مولاه.
ونسألكم الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق