السبت، 2 نوفمبر 2019

العزّة في الإسلام ج1
*******************

[مَن كان يُريد العزة فـ للهِ العزةُ جميعاً].
العزة هي حالة مانعةٌ لصاحبها من أن يغلب , فالإنسان العزيز فيه خاصة تمنع أن يغلبه الآخرون.
وبما أن هذه الدنيا هي دار تزاحم ودفع من البعض للبعض فمن الطبيعي أن يسعى كل إنسان لكي يكون عزيزاً تمنعه العزّة من أن يتغلب عليه الآخرون.


فنحو أي إتجاه يسعى الناس لتحصيل العزّة ؟؟
1) المال : من الناس من يعتقد أنّ المال يصنع عزّة الإنسان.
2) العشيرة : ومن الناس من يعتقد أنّ العشيرة تصنع عزّتهم.
3) السلطة : ومنهم من يعتقد أن السلطان والتقوّي به يصنع العزّة.

بل إن بعضهم يلتجئ إلى صاحب السلطة حتى لو كان يخالف مبادئه لماذا ؟؟
القرآن يجيب : (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون العزة فإن العزة لله جميعاً).

س/ ‏فما هو طرح الإسلام في مسألة العزّة ؟؟
لقد أكّد الاسلام على أهمية صفة العزّة فرفض في العديد من النصوص أن يعيش الإنسان ذليلاً أمام الآخرين , بل رفض أن يقدم هو بنفسه على ذلّ نفسه ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الله عز وجل فوّض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوّض إليه أن يذل نفسه) الكافي ج5 ص63.
إلا أنّ الإسلام أكّد على عنوان أساسي في مسألة العزّة على أنّ من أرادها فإنه لن يجدها إلا في موقع واحد منحصر وأن كل إتجاه إلى غيره هو وهم وباطل.
فمن أراد العزّة الحقيقية التي تدوم ولا تنقطع فإن القرآن حدّد إتجاهها ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً﴾
لماذا ؟؟ لأن الله تعالى هو وحده من يقهر من أراد ولا يمكن أن يُقهَر من أيّ أحد , من يَذُلُّ ولا يُذَل.

فالعزّة الحقيقية لا يمكن أن تتحصل إلا بالله في كلّ شيء لا في بعض الأشياء دون بعض كما في سلوك الكثير من الناس فيصلون ويطلبون من الله العزّة وفي كثير من أمورهم يلتجئون إلى غير الله تعالى.
في قضيّة العزّة لا يوجد تبعيض وتجزئة فإنّ كل عزّة تُطلب من غير الله تعالى هي وهم وباطل هذا هو العنوان العريض لتحديد إتجاه العزّة.
وللحديث بقية ..

نسأل الله أن يُعزنا ويعجل بنصرنا على هذه الحكومة الفاشلة الظالمة المستبدة
اللهم آمين .. ونسألكم الدعاء






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق