الثلاثاء، 7 أبريل 2020

قصة جميلة وعبرة أجمل
******************

[هل أنت مثلي تحتاج إلى حجر ؟!]
بينما كان الرجل الثري ينطلق مسرعا بسيارته الجديدة والفارهة ، في أحد الشوارع الخلوية ، سمع صوت شيئ يرتطم بسيارته بقوة .
أوقف الرجل سيارته ونزل منها بسرعة ودار حول سيارته ليرى ما هذا الذي ضرب سيارته ؟

تبين له أن حجرا أصاب سيارته في الباب الخلفي وأحدث به ضررا , تلفت الرجل حوله فرأى ولدا صغيرا يقف بجانب الطريق وتبدوا عليه علامات الخوف والقلق , اتجه الرجل نحوه وهو يشتعل غضبا ومسكه مع كتفيه وهزه بعنف وهو يصيح مخاطبا الولد : ( أيها المجنون ، لماذا ضربت سيارتي بحجر ؟ انظر إلى الضرر الذي أحدثته بسيارتي , هل تعلم كم سيكلفك أنت ووالدك ثمن إصلاح السيارة ؟ )

شعر الولد بالخوف وقال للرجل :
( أنا آسف جدا يا سيدي ، لقد مضى على هنا وقت طويل وأنا أقف عند حافة الطريق وألوح بيدي وأحاول لفت انتباه أي أحد كان , لكن لم يقف أحد لمساعدتي !! انظر هناك إن الولد الذي تراه في تلك الحفرة هو أخي الأكبر المشلول لقد كنت أدفعه على كرسي متحرك في اتجاه قريتنا ولكن تدحرج الكرسي وهوى في تلك الحفرة وأنا كما ترى صغير ولا يمكنني حمله وإخراجه من الحفرة ، فهل لك أن تساعدني وتخرجه من الحفرة وتجلسه على الكرسي وبعد ذلك يمكنك أن تأتي لأبي وتأخذ منه ثمن إصلاح باب سيارتك ).

سكن غضب الرجل واندفع نحو الحفرة وأخرج منها الولد المشلول وأجلسه على مقعد السيارة الخلفي ورفع الكرسي في صندوق السيارة وطلب من الولد الصغير أن يركب بجانبه ويدله علي مكلن بيتهم .
عندما وصلوا للبيت أنزل الرجل الولد المشلول وأجلسه على الكرسي ودفعه حتي باب منزلهم ثم اتجه نحو سيارته لكن الولد الصغير أوقفه وطلب منه الدخول ليقابل والده ويأخذ قيمة إصلاح السيارة .

شكره الرجل وقال له بلطف :
( لن آخذ منكم قيمة الإصلاح بل ولن أصلح سيارتي مع إني أستطيع ان أفعل ذلك ، لكن سأبقى علي هذه الضربة في جانب سيارتي لتكون تذكارا لي حتى لا يضطر إنسان آخر أن ينبهني بحجر .

العبرة :
نعيش في عالم كثرت فيه المشاغل .. عالم يتجه نحو الفردية والانعزال والانكفاء على حاجاتنا ومتطلباتنا فقط ..
ننسى في زحمة الأحداث واجباتنا .. أحيانا تجاه الله وأوامره ونواهيه وأن نشكره على نعمه .. أحيانا تجاه الوالدين وبرهما .. أو تجاه أهلنا والأقربين .. أو تجاه جيراننا ومجتمعنا .. ومن يحتاجون لمساعدتنا .. حينئذ يأتينا التنبيه ..
قد يكون تنبيها قاسيا وعنيفا .. ممكن أن يكون التنبيه في شكل بلاء او مرض أو نقص في أي وجه من الوجوه , قد يؤلمنا هذا التنبيه لكنه تنبيه لابد منه لنعود إلي الطريق السليم ..
والآن .. هل أنت منتبه ؟! أم مثلي تحتاج إلى حجر لتنبيهك ؟!

ونسألكم الدعاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق