الأحد، 22 مارس 2020

راهب آل محمد
**************
هل يصح القول عن الإمام الكاظم (ع) بأنه راهب آل محمد ؟؟
الجواب بإختصار :
هذه الصفة أطلقها العباسيون على الامام (ع) وبالخصوص هارون اللارشيد لما رأوه من كثرة عبادته (ع) وإنقطاعه لله سبحانه في سجنه الذي سجنوه فيه.

والمراد بالرهبانية المشار اليها هنا هي كثرة العبادة والإنقطاع الى الله ولاينافي هذا الإطلاق ماورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) : [لارهبانية في الاسلام] فالمراد بها الرهبانية التي كان عليها النصارى الذين عطّلوا المعاش وضيّقوا على أنفسهم فيما لم يضيّق الله عليهم , فنهى الإسلام عن ذلك ..

جاء في الوافي للفيض الكاشاني ج7 ص499 :
(( والرهبانية من الرهبة بمعنى الخوف , كانوا يترهبون بالتخلّي عن أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتعمّد مشاقها حتى أن منهم من كان يُخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه وغير ذلك من أنواع التعذيب فنفاها النبي (ص) ونهى المسلمين عنها )).

أما كثرة التعبّد والإنقطاع الى الله في بعض الحالات كأيام الحبس التي عاشها الإمام الكاظم (ع) أو ليالي الجُمع أو في بعض ليالي شهر رمضان ونحوه مع المحافظة على حالة التوازن في تحصيل المعاش وعدم تعطيل شؤون الحياة الأخرى فهذا أمرٌ لاضير فيه , بل من صفات المؤمن هو الرهبنة في الليل ..

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا (ع) ج1 ص89 :
عَنْ أَبِي العَبَّاسِ الخَرَزِيِّ، قَالَ :حَدَّثَنَا الثَّوْبَانِيُّ قَالَ: كَانَتْ لِأَبِي الحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) بِضْعُ عَشْرَةَ سَنَهً كُلُّ يَوْمٍ سَجْدَةٌ انْقِضَاضَ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الزَّوَالِ، فَكَانَ هَارُونُ رُبَّمَا صَعِدَ سَطْحًا يُشْرِفُ مِنْهُ عَلَى الحَبْسِ الَّذِي حُبِسَ أَبُو الحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَكَانَ يَرَى أَبَا الحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَاجِدًا فَقَالَ لِلرَّبِيعِ :يَا رَبِيعُ مَا ذَاكَ الثَّوْبُ الَّذِي أَرَاهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي ذَلِكَ المَوْضِعِ؟! فَقَالَ :يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَا ذَاكَ بِثَوْبٍ وَإِنَّمَا هُوَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) لَهُ كُلُّ يَوْمِ سَجْدَةٌ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الزَّوَالِ. قَالَ الرَّبِيعُ :فَقَالَ لِي هَارُونُ :أَمَا أَنَّ هَذَا مِنْ رُهْبَانِ بَنِي هَاشِمٍ. قُلْتُ: فَمَا لَكَ قَدْ ضَيَّقْتَ عَلَيْهِ الحَبْسَ؟ قَالَ :هَيْهَاتَ لَابُدَّ مِنْ ذَلِكَ!

اللهم بصلاة راهب آل محمد وبقيامه وركوعه وسجوده وقنوته إلاّ مافرجت عنا فرجاً قريباً عاجلاً كلمح البصر أو هو أقرب يارب العالمين
ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق