الاثنين، 16 ديسمبر 2019

ميزان الأخلاق
***************

وضع لنا الإمام علي (ع) ميزاناً ولا أروع لمفهوم الأخلاق , منطلقاً من قوله (ع):[أحبب لغيرك ما تُحب لنفسك].

نافياً بذلك مبدأ الإزدواجية في الأخلاق , فأغلب الناس يطلبون كل شيء لأنفسهم ولا يريدون شيئاً للآخرين .. بينما أكد الإمام (ع) أن كل ما تطلبه لنفسك من الحقوق يجب أن تطلبه لغيرك لأن الناس في الحقوق سواء إنطلاقاً من مبدأ المساواة البشرية التي أرسى أركانها النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال: [كلكم لآدم وآدم من تراب].

يقول الامام علي (عليه السلام) في وصيته السابقة لابنه الحسن (عليه السلام) ‏:
[يا بني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، وأكره له ما تكره لها. ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم . واحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك. وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك. ولا تقل ما لا تعلم وان قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب آن يقال لك].

‏إضافة لذلك دعا (ع) الإنسان الى تأديب نفسه قبل تأديب غيره وأن يكون تأديبه ليس بالقول وإنما بالتطبيق.
يقول (ع) :
[من نصّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره , وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه , ومعلّم نفسه ومؤدبها بها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم]. ‏نهج البلاغة , حكمة 73.

ماأحوجنا الى هذا الميزان في هذا الزمن البائس
فلو طبّق الناس هذا الميزان لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولكنهم إمتنعوا فياحسرةً على العباد ..
ونسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق